_5_

142 19 2
                                    


...

_____براءة_____

وضع أدهم الإناء جانبا بعد أن شعرت بالشبع ليقول:
- والدك من فعل بك هذا؟
طأطأت رأسي في صمت فأضاف:
- براءة.. يمكنك العيش هنا معنا. لن يرفض والدك ذلك.
- أنا أعلم فهو لا يهتم لأمري أبدا.

عم صمت للحظات قاطعته بقولي:
- لكني لن أعيش معك أيها المتعجرف.
- و بالطبع لن أعيش معك أيتها القبيحة الخضراء لكني قلت ذلك من باب الأخلاق.

- قبيحة خضراء؟
- أجل.. فعيناك خضراوان بلون المروج.
- لا أعلم إن كانت هذه إهانة أم مجاملة.
قلت ذلك مبتسمة فضحك في لطافة.

طرق الباب ليدخل السيد مازن فقلت:
- أشكرك سيدي. هذا لطف منك لكن عليّ العودة إلى البيت الآن.

ما إن قلت ذلك حتى قال أدهم مضطربا:
- لا.. لن تذهبي لأي مكان.

استدرت إليه في حيرة فأضاف متلعثما:
- أعني.. الوقت متأخر الآن و الظلام حالك في الخارج كما أن ساقاك ستؤلمانك لو سرت و أيضا لن تتمكني من ٱستعمال يديك إضافة إلى أن أباك قد يضربك مجددا. لكن إن أردت الرحيل فٱذهبي.

ثم غادر الغرفة في صمت. استدار إليّ السيد مازن ليضيف:
- يمكنك البقاء حتى تشفى جروحك على الأقل.. لأسبوع فقط.
- حسنا.. أسبوع فقط..

صبيحة اليوم الموالي:

استيقظت على صوت طرق الباب لأقول في خمول:
- من الطارق؟
- هذا أنا.. أدهم.
- اِذهب أريد النوم.
- لكني أشعر بالملل. هيا استيقظي..
- لا.. لن أفعل.
- رجاء..

﴿عالم الخلود_نسيت كأني لم أكن﴾حيث تعيش القصص. اكتشف الآن