_12_

77 13 6
                                    


...

_____أدهم_____

نزلت عليّ هذه الكلمات الثلاث كالصاعقة. أهكذا بكل بساطة تتخلى عني، عن كل ما عشناه سويا؟ ألا أعني لها أي شيء، و لو حتى قليلا؟

ما أبشع شعور الخذلان. إنه كشعور طفل هرول إلى أمه باكيا لتحضنه فتلقى صفعة ليكف عن البكاء.

رفعت رأسي لأنظر إليها في صمت. حدقت في عينيها الخضراوين طويلا و لأول مرة أرى فراغا موحشا فيهما. ٱزدردت ريقي بصعوبة لأجيب بصوت خافت محاولا إخفاء ٱرتجافه:
- لم أعهدك هكذا. لماذا تغيرت؟ أين طفوليتك و براءتك؟

- الحياة قذرة. إن توغلت فيها بقلب طيب و نفس حنونة تسلب منهما. يتم ٱستغلالك و العبث بمشاعرك. يدعسونك بكل سهولة و يسحقونك دون أية رحمة أو شفقة.

في هذه الحياة لا يمكن للضعيف الطيب أن يعيش. يجب أن تكون قويا و تتخلص من براءتك للعيش و المقاومة. لقد سلبت من أبي، أمي، جدتي، عائلتي، منزلي و عملي. لكن أتعلم ماذا؟ لا أحد يكترث.
-

أنا أفعل. أنا أهتم..

نظرت إليّ و قد بدت علامات الإعياء و الحزن على وجهها الشاحب و ذبلت عينيها المنتفختين. حدقت فيّ طويلا قبل أن تجيب ببرود و لامبالاة:
- هذا شأنك. لم أطلب منك أن تهتم لأمري، تحبني أو تهتم بي. هذا خطؤك.

وقفت من جلستها لتتجه نحو الطاولة لتأخذ الكتاب. وقفت لأقول بصوت مرتجف:
- براءة لا ترحلي.. رجاء.
ٱستدارت لتنظر إليّ في شفقة واضحة قبل أن تجيب:
- لن يفيد رجاؤك بشيء هذه المرة.

ثم غادرت المنزل.

تركتني وحيدا..مجددا. كما كنت سابقا و سأظل دائما.

_____براءة_____

غادرت المنزل و سرت في الطريق بينما رددت الأصوات من حولي:
- لا تكترثي له.. سينساك.. لا ذنب لك في ما حدث.. لا دخل لك.. لا تهتمي..

﴿عالم الخلود_نسيت كأني لم أكن﴾حيث تعيش القصص. اكتشف الآن