_4_

165 22 12
                                    


...

ظهر شاب عشريني طويل القامة معتدل القوام عريض الكتفين ذو بشرة قمحية و شعر أسود فوضوي.

نظر إلينا ثم أشاح ببصره نحو حطام الكرة ليشد على قبضته قائلا بصوت أجش:
- من حطم كرتي؟

ٱلتزمنا بالصمت بينما أخذ يقلب عينيه بيننا. ٱنحنيت لأجمع الزجاج فصرخ في نبرة صارمة:
- إذا أنت من حطمها؟

رفعت رأسي لأنظر إليه مقطبة حاجباي ثم نبست بنبرة حادة مهددة:
- إن صرخت في وجهي مجددا سأقطع عروق رقبتك بهذا الزجاج أيها المتعجرف!

رمقني بنظرات غاضبة ليضيف:
- هل يمكنك إخباري بٱسمك؟
أجبت بنبرة ساخرة:
- ليكن في علمك.. حين تسأل شخصا عن ٱسمه تقول 'رجاء' و ذلك من باب الأخلاق.

رفع يده ليمرر أصابعه بين خصلات شعره ليزيده فوضوية ثم أجاب في هدوء:
- هل يمكنك إخباري بٱسمك.. رجاء؟
- براءة..

أخذ يتأملني بصمت و قد علق عينيه بخاصتاي طويلا قبل أن يرمش و يستدير نحو سرور التي بادرت بقولها مترجية:
- لم أحطمها يا سيدي. أقسم لك.. هي من فعلت. دخلت حتى أخبرها بقدومك فتوترت حينها تعثرت بالممسحة و وقعت.

وقفت عن الأرض و قد ٱتسعت عيناي ليفتر ثغري عن ٱبتسامة ساخرة. ضحكت قهرا لأقول:
- تجيدين التمثيل حقا يا فتاة! كم أنت جبانة و كاذبة.

نظرت إليها بٱشمئزاز فأضاف الآخر بعد أن طفح كيله:
- إحداكما تكذب و تفتري على الأخرى. أؤكد لكما أني لو عرفتها سأفصلها من العمل.

ٱنهمرت دموعها على وجنتيها فرمقتها بنظرات متعجبة لأقول في حيرة:
- أهذه دموع حقيقية؟ تستحقين جائزة في التراجيديا يا فتاة!

لم تعرني أي ٱهتمام بل أضافت متوسلة بصوت متقطع:
- سيدي.. أنصت إليّ. إنها تفتري عليّ. أقسم لك.. إنها تريد التخلص مني حتى أخسر عملي الذي واكبت عليه دون تراخ منذ أربع سنوات عندما كنت في سن الخامسة عشر. أسأخسر عملي الآن بسبب فتاة كاذبة؟

﴿عالم الخلود_نسيت كأني لم أكن﴾حيث تعيش القصص. اكتشف الآن