_13_

76 14 9
                                    


...

واصلنا تجوالنا بين الدكاكين، الشوارع و الساحات حتى أشرفت الشمس على المغيب فٱصطحبني إلى غرفة في نزل. وقف أمام الباب ليبتسم و يقول في بلطف:
- تصبحين على خير.. أراك غدا.

ٱبتسمت لقوله ثم أغلقت الباب. كانت الجدران مطلية باللون الأبيض ذات بلاط رخامي و شرفة تطل على أكبر ساحة بالمدينة.

غيرت ثيابي لأجلس في الشرفة على كرسي خشبي أشاهد السماء.. و أخيرا تخلصت من تلك الحياة الظالمة التي لا تعرف معنى للعدالة.. من ذلك الماضي الأليم الذي توغل اليأس في أرجائه. تلاشى ذلك الواقع الأليم.

ولجت إلى فراشي بعد تفكير طويل مستسلمة إلى نوم عميق بعد هذا اليوم المرهق.

...

صبيحة اليوم الموالي:

ٱستيقظت على صوت طرق الباب. جلست على السرير في خمول لأقول:
- من الطارق؟
- هذا أنا.. بدر.

وقفت بتثاقل لأرتب شعري ثم فتحت الباب.

ٱعترضتني باقة ورود حمراء ضخمة تبعث في النفس النشوة. ظهر من ورائها بدر ممسكا بها مبتسما. ضحكت في خفة ثم تراجعت لآخذها و أضعها فوق السرير.

ٱنضممت إليه خارجا بعد أن غيرت ملابسي لنخرج سويا من أجل التجول و الٱستمتاع. قصدنا أحد المطاعم و جلسنا عند طاولة منزوية.

تقدم منا النادل مبتسما. كان شابا ذي شعر مجعد أسود و عينين خضراوين. تهللت أسارير بدر الذي وقف ليعانقه بحرارة. نظر لي ذلك الشاب ليقول:
- براءة.. مرحبا بك في عالمنا.

نظرت إليه في حيرة لمعرفته ٱسمي فأضاف بدر مفسرا:
- هذا صديقي المقرب آدم. هو من تكلم أول مرة و أخافك فتركت الكتاب.
ما إن قال ذلك حتى ضحك آدم معتذرا.

جلسنا نتبادل الأحاديث فلاحظت أن قلادتي شفافة بينما كانت قلادة بدر حمراء و آدم زرقاء. ٱنتابني الفضول فقلت متسائلة:
- لم يختلف لون القلادة من شخص لآخر؟

نظر بدر إلى قلادته ثم إليّ ليجيب:
- يتغير لونها لتغير سبب الوفاة. القلادة الحمراء لمن مات محروقا. الزرقاء للغريق. البنفسجية للمسموم. الصفراء للمكهرب. الخضراء لأمراض مختلفة. البيضاء للمتجمد. السوداء للمقتول أما الشفافة فأنت الأولى التي تتحصلين عليها لأنك لم تموتي.

﴿عالم الخلود_نسيت كأني لم أكن﴾حيث تعيش القصص. اكتشف الآن