_6_

124 17 13
                                    


...

تقدم منا النادل ليقول بنبرة لطيفة:
- مرحبا بكما في مطعمنا. ما طلبكما؟
أجاب أدهم مبتسما:
- حساء الراميون، نيغيري و حلوى الموتشي. إثنان من كل طبق.
هز النادل رأسه إيجابا لينحني ثم غادر.

عاد بعد لحظات بأطباق عديدة. وضع الأول أمامنا. كان طبقا من المعكرونة اللولبية مع حساء و خضروات عديدة. كان الآخر عبارة عن كرات من الأرز أما الأخير فكانت حلوى مستديرة وردية اللون. ثم وضع أمام كل واحد منا عصيّا للأكل.

تبادلت النظرات مع أدهم الذي بادره بالقول:
- عذرا سيدي.. هل لديكم شوكات؟
- أجل لدينا بالطبع..
- إثنان من فضلك.

نادى النادل أحدهم فٱنضم إليه جالبا شوكتيْن ثم غادرا. شرعنا في الأكل نتذوق الطعام. حقيقة.. كان لذيذا للغاية. لم أتذوق طعاما مثله قط في حياتي.

أنهينا الأكل فأخرج أدهم حافظة نقوده ليضع مبلغا كبيرا فوق الطاولة. نظرت إليه في حيرة لأقول:
- ماذا يعمل السيد مازن؟
- يعمل في مجال الشركات.

التزمت بالصمت بينما وقف ليغادر فلحقت به. خرجنا من المطعم لنعود إلى المنزل.

سرت مطأطئة رأسي لأصطدم بظهر أدهم الذي توقف فجأة. تراجعت لأقف بجانبه عندها لمحت السيد حازم منتصبا أمامه و قد وقفت وراءه سرور و الحارس.

نبس السيد في صرامة:
- أدهم.. إلى مكتبي فورا.
تحرك الأخير في صمت ليصعد السلالم ليلحقه والده. تسللت خلفهما لأتوقف أمام باب المكتب المغلق.

ٱقتربت منه لأسمع الحوار الآتي:
- بني.. أنا أتفهم أنك تشعر بالوحدة هنا. لكن هل يمكنك الٱستمتاع دون إحداث المتاعب؟
- كيف سأفعل ذلك؟

- لا أعلم.. فقط لا تكن أنانيّا و تذكر دائما أن لكل واحد في هذا القصر عمل شاق يؤديه. احرص على أن لا تجعل هذا العمل أصعب.

﴿عالم الخلود_نسيت كأني لم أكن﴾حيث تعيش القصص. اكتشف الآن