_10_

91 16 4
                                    


...

في اليوم التالي:

كان المطعم مزدحما للغاية و قد علا الضجيج بين كلام، ضحك، بكاء أطفال، تذمر و ٱنزعاج. شعرت ببعض التوتر و الٱرتباك. أسرعت بٱرتداء ميدعتي و ربطة عنقي و ٱنطلقت آخذ الطلبات الواحدة تلو الأخرى مضطربة.

أسرعت نحو المطبخ لأقدمها. بعد بضعة دقائق حضر الطعام. تراكمت الأطباق بينما كثر التذمر. حملت أكبر عدد من الصحون و توجهت نحو الزبائن.

بينما كنت أشق الصفوف لمحت جهاد يجلس عند إحدى الطاولات ليرمقني بنظرات متحدية و قد علت وجهه ٱبتسامة ماكرة.

حثثت خطاي لأمر بجانبه. لم أنتبه لقدمه التي مدها أمامي فجأة فتعثرت لأقع أرضا وسط شهيق الزبائن، صراخ البعض، ضحك آخرين و صوت تحطم الصحون. فجأة عم صمت قاتل.

وقفت لأنفض الطعام عن ملابسي و أستدير نحو جهاد في غضب لكني لم أجده. تعلقت بي عيون الموجودين لتتسارع دقات قلبي.

تقدم مني نادر ليقول متأسفا:
- براءة.. مدير العمل يطلب رؤيتك.

ثم طلب  من العمال تنظيف الأرضية و ٱعتذر من الزبائن فتذمر البعض و غادر آخرون. توجهت نحو المكتب و قد ٱزداد توتري. شددت على يدي في غضب بينما تشابكت أفكاري لتزيدني حيرة.

طرقت الباب فأمرني بالدخول. دفعته دون إغلاقه فبادرني بقوله مقطبا حاجبيه:
- إنها أنت مجددا! ألا تكفين عن إزعاجي؟ اليوم أوقعت الأطباق لتسكبي الطعام و تكسري الصحون و هذا يعني خسارة للأموال.. الكثير منها!

لم أستطع تمالك أعصابي فصرخت به بنبرة حادة:
- أنت سبب كل هذا! أنت من فعل بي ذلك أيها الكاذب!

نظر إليّ نظرة حقد و كره. غادر كرسيه ليقف و يتوجه نحوي بخطى ثابتة و يصرخ بصوته الغليظ:
- كيف تجرئين على قول هذا؟ أنت تحت إمرتي أيتها النذلة!

ٱعتراني غضب شديد بينما ٱصطكت أسناني. مددت يدي في حركة سريعة لآخذ فنجان القهوة الموضوع على مكتبه و أسكبه على وجهه. أغمض عينيه ثم فتحهما غير مصدق لما فعلته.

رفع يده إلى الأعلى و هم بصفعي لكنه توقف ليقول بنبرة ماكرة:
- لو ضربتك سأطرد من عملي و هذا ليس لصالحي.
فجأة فتح الباب ليدخل أدهم.

﴿عالم الخلود_نسيت كأني لم أكن﴾حيث تعيش القصص. اكتشف الآن