...ٱستيقظت بعد ساعات بتثاقل. فتحت جفناي لأشعر بألم حاد في رأسي بينما تواصل الحديث من حولي. وقفت بخمول من السرير لأذهب إلى المطبخ فوجدت جدتي هويدة تحضر الطعام. توجهت نحوها ببطء و عانقتها.
مسحت على رأسي بيديها الباردتين لتسألني في حيرة:
- ما بها حلوتي؟ ما خطب صغيرتي؟
رفعت رأسي لأجيب بصوت خافت:
- هل تنصتين إلى هذه الأصوات، الضحكات و البكاء؟نظرت لي في ٱستغراب لتجيب:
- لا أبدا.. ربما تلك ٱنعكاسات العمل فلطالما كان المكان مكتضا هناك....
خرجت للتجول لعل تلك الأصوات تختفي لكنها واصلت التردد في ذهني دون توقف. شعرت بصداع و آلام حادة في رأسي. ٱختل توازني فسارعت بالجلوس على كرسي في الحديقة العمومية.
أغمضت عيناي طويلا بينما أخذ الضجيج يعلو في عقلي ليعتريني غضب و ٱضطراب. ضممت أصابعي إلى كف يدي و ضغطت عليها بقوة. شعرت بألم شديد بينما ٱخترقت أظافري لحم يدي لتقطر الدماء على الأرض.
- أنت هي.. أنت من حالفها الحظ. لقد ٱختاروك. عليك الذهاب و إتمام مهمتك و إلا عشت في عذاب.
كان الصوت رقيقا مخيفا يقشعر له الجسم. أرخيت يدي و ٱستدرت نحو مصدره. وجدت عجوزا جالسة بجانبي. كانت نحيلة الجسم، بارزة العظام، مجعدة البشرة البيضاء، ذات وجه طويل منتفخ العروق الزرقاء و ذقن حاد.
كانت تنظر إليّ و تحدق في عيناي بعينيها الضيقتين الزرقاوين. أصابتني نظراتها بالخوف و الحيرة. كانت ترتدي رداء أسود ممزقا مهترأ الأطراف و الأكمام باهت اللون لما غطاه من تراب و غبار.
واصلت كلامها بصوت خافت:
- عليك الذهاب.. عليك التحرر..
قالت ذلك ثم واصلت التحديق بي فسألتها:
- أين سأذهب؟ من ٱختارني؟ٱقتربت مني قليلا لتمسك يداي الملطختين بالدماء بيديها الباردتين فٱقشعر جسمي و خفق قلبي بسرعة لتواصل:
- لقد ٱختارك سكان عالم الخلود لتنتقلي إلى عالمهم و تتخلصي من عالمك. أرادوا منك ترك ماضيك و التخلص من معاناتك، ألمك و عذابك.

أنت تقرأ
﴿عالم الخلود_نسيت كأني لم أكن﴾
Fantasyيا ماسك هذا الكتاب.. يا أيها الذي تقرأ هذه الكلمات المشعوذة و هذه السطور المسحورة.. أنا أحذرك فأنت الآن على حافة الهاوية و إن سقطت فيها فالعودة منها مستحيلة إلا إذا كانت روحك ثمينة لدى أحدهم أثمن حتى من روحه. و ها أنت الآن على وشك الوقوع.. الصنف: ر...