...تجولنا في الطرقات طويلا حتى آلمتني ساقاي. لمحت إعلانا عن منزل للكراء فتوجهت نحوه. كان منزلا صغيرا ضيقا: مطبخ، حمام، غرفة و قبو.
طرقت الباب لأتحدث مع صاحبه الذي بادرني بقوله:
- إن أردت العيش هنا عليك الدفع بداية كل شهر.
- بكم الشهر؟
- ثلاثمائة دينار.- ماذا! ثلاثمائة دينار لغرفة، مطبخ، حمام و قبو؟
- أجل.. لأنك ستجدين أثاثا جاهزا لكن لا تنزلي إلى القبو. إن محتوياته خاصة بي.نظرت إلى جدتي التي أنهكها التعب فجلست على الرصيف تلتقط أنفاسها ثم إلى صاحب البيت لأقول بعد تردد:
- حسنا.. سأقطن هنا.فتحت حقيبتي لأقدم له المال لأول شهر بعد أن وقعت عقد الكراء. دلفنا إلى المنزل لنستريح. رتبت المكان و حضرت الغداء. تناولنا الطعام ثم أخذنا قسطا من الراحة.
...
خرجت من المنزل بعد مرور ساعتين. تجولت في شوارع المدينة باحثة عن عمل. كنت أطرق أبواب المطاعم و المحلات لكن دون جدوى إلى أن وصلت إلى مطعم ضخم تم تعييني فيه فورا و سأبدأ العمل الآن.
لبست الزي الرسمي بسرعة و وقفت أنتظر مدير العمال. كان المطعم ضخما و فاخرا. نوافذه زجاجية و أبوابه بلورية قد طلت جدرانه باللون الأسود. رصفت بداخله طاولات عديدة. كانت كل واحدة ذات غطاء أحمر قاتم وضعت عليها صحون و شموع.
قطع تأملي سوار فضي كان يتدحرج حتى ٱصطدم بحذائي. انحنيت لآخذه في حيرة. كان صغيرا رقيقا نقش عليه ٱسم 'سنا'.
ركضت نحوي فتاة صغيرة في عمر الثالثة تقريبا لتمد يدها نحوي و تبتسم في ظرافة قائلة:
- عذرا آنستي.. هذا السوار لي. لقد أهدتني إياه أمي الآن.ابتسمت في طفولية لألبسها إياه. ضحكت في لطافة لتركض نحو رجل و ٱمرأة في سن الثلاثين.
كان الرجل أبيض البشرة ذو شعر أشقر و عينين زرقاوين يدخن سيجارة في هدوء و ينفخ الدخان من فمه في الهواء مرتديا بذلة سوداء و ربطة عنق فخمة. أما المرأة فكانت ذات شعر أسود مرتدية ثوبا قصيرا أحمر اللون مغطية كتفيها بمعطف فروي.
أنت تقرأ
﴿عالم الخلود_نسيت كأني لم أكن﴾
Fantasyيا ماسك هذا الكتاب.. يا أيها الذي تقرأ هذه الكلمات المشعوذة و هذه السطور المسحورة.. أنا أحذرك فأنت الآن على حافة الهاوية و إن سقطت فيها فالعودة منها مستحيلة إلا إذا كانت روحك ثمينة لدى أحدهم أثمن حتى من روحه. و ها أنت الآن على وشك الوقوع.. الصنف: ر...