_7_

106 16 13
                                    


...

نزلنا السلالم لنجد سرور مشغولة بتنظيف المكان. رفعت رأسها لترمقنا بنظرات غاضبة بينما سرنا حذوها. توقف أدهم سائلا:
- ماذا أعددت للغداء ؟

أجابته بنبرة حادة:
- لم أحضر شيئا. لم أعد أملك الوقت بعد أن لطختما المكان بالطعام و توجب عليّ تنظيفه.

استدار إليّ ليبادر بقوله مبتسما في حماس:
- ما رأيك لو أعددنا نحن الغداء؟
قاطعت قوله الخادمة محذرة:
- إياكما و الٱقتراب من المطبخ مجددا.

ابتسمت في براءة لأجيب:
- لن نحدث أية فوضى.
هزت رأسها نافية في حركات سريعة فأضاف الآخر:
- سرور أرجوك.. هذه المرة فقط.

قال ذلك بنبرة مترجية لننظر إليها في ظرافة حتى تشفق علينا. حدقت في كلينا مليا لتجيب:
- حسنا.. لكن..
قاطعنا كلامها صارخين في حماس لنتوجه نحو المطبخ و نغلق الباب.

شرعت في إعداد الطعام بينما وقف أدهم بجابني يشاهدني. رفعت رأسي نحوه مستغربة نظراته الظريفة لي.

ما إن ٱلتقت أعيننا حتى ٱبتسم ليتوجه نحو الثلاجة قائلا:
- إذن ستعدين حساء الخضار؟
- أجل.. سأفعل.

أجبت لأفتح أحد الرفوف العالية باحثة عن قدر حتى وجدت واحدا. استدرت نحو المتعجرف لأقول:
- فلتنزل لي ذلك القدر.
- لم لا تفعلين أنت ذلك؟

أجاب مبتسما فعقدت حاجباي. ضحك ليتقدم و يحضره مضيفا:
- لأنك قصيرة بالطبع.

التزمت بالصمت فأردف:
- براءة.. ٱسم لا يتناسب مع أفعال صاحبته أبدا.
ضحكت في عفوية لأجيب:
- أدهم.. ٱسم غريب.
- يعني حالك السواد.

أجاب ليتراجع مشيرا إلى شعره و ملابسه السوداء قائلا:
- أرأيت؟ سواد في سواد.

تقدمت منه لأضع يدي على صدره حيث قلبه و أضيف:
- و هذا أيضا. سواد في سواد.
ثم تراجعت ضاحكة لأواصل إعداد الطعام.

﴿عالم الخلود_نسيت كأني لم أكن﴾حيث تعيش القصص. اكتشف الآن