_3_

337 25 10
                                    


...

- حسنا.. كما ٱتفقنا.. هذه الطفلة و هذه خمس آلاف دينار كتسبقة.
- ماذا عن بقية الأشهر؟
- ألف دينار لكل شهر.
- هذا قليل.. اجعلهم ألفي دينار و لن أخبر الفتاة.

اقترح بصوته الأجش بأكثر نبرة ماكرة يمكنك سماعها. ليجيب الآخر في خضوع خاذلا كبرياءه:
- حسنا.. ألفي دينار مقابل الٱعتناء بها و عدم إخبارها. عليك المجيء إلى منزلي بداية كل شهر لأخذ المال و لتحضر الفتاة معك. هذا شرطي الوحيد.
- ٱتفقنا..

أخذ الخبيث حقيبة النقود و الرضيعة لينصرف مغادرا القصر مترنحا بهيأته الضخمة و ثيابه الرثة.

_____براءة_____

بعد مرور ثمانية عشر سنة:

- براءة.. ألم تعدي طعام العشاء بعد؟
- لحظة فقط يا أبي..
- أسرعي أيتها الفتاة. أنا جائع.

سكبت الحساء الساخن في إناء فخاري لتتصاعد رائحته الشهية في المكان. وضعت خصلة من شعري البني الحريري وراء أذني في حركة رشيقة ثم أخذت الإناء و توجهت نحو الطاولة مسرعة.

- صغيرتي.. انتبهي.. ستتعثر قدماك بالقطة المستلقية على الأرض أمامك.

تناهى إلى مسمعي صوت صراخ جدتي بعد فوات الأوان. تعثرت بالقطة التي قفزت فزعة لأقع على الأرض. سقط الإناء من يداي ليتحطم محدثا ضجة صاخبة و ينسكب محتواه.

انتفظ أبي من جلسته غاضبا. تقدم نحوي بخطى حثيثة لتصفع يده الخشنة وجهي بقوة صارخا:
- متهورة كعادتك.. ألم تتعلمي بعد كيفية حمل إناء؟

رفعت رأسي نحوه في غضب. نظرت إليه عبر خصل شعري المنسدلة على وجهي لأقول بلهجة صارمة تشد على كل حرف:
- يكفي هذا.. سئمت العيش هكذا. أوقع إناء فتصفعني. أكسر كوبا فتضربني. أتأخر قليلا عن إعداد الغداء فتشتمني. أتوقف عن تنظيف الأرضية لأستريح فتركلني.

﴿عالم الخلود_نسيت كأني لم أكن﴾حيث تعيش القصص. اكتشف الآن