_16_

73 13 0
                                    

...

توجهت لبيت أدهم المجاور لخاصتي. طرقت الباب لأتحدث معه فقد ٱشتقت إليه و ندمت على ما تفوهت به سابقا ففتح.

ظهر من خلفه بملابسه السوداء و شعره الفوضوي المعتاد. ٱتسعت عيناه ما إن رآني. تسمر في مكانه دون حركة و قد تعلقت عيناه بخاصتاي.

صمت لبرهة ثم قلت في تردد:
- أدهم.. أنا آسفة لما حدث قبل رحيلي. لم يكن عليّ قول ذلك أبدا. أرجو منك مسامحتي. أنا لا أطلب منك نسيان ذلك لكن يمكنك تخطيه و لنبدأ من جديد و نقلب الصفحة.

ثم ٱبتسمت بلطف. خيم صمت رهيب فقاطعه بقوله بعد أن علت ملامح باردة وجهه الشاحب:
- لقد ٱظلمت الدنيا في عيناي بعد فراقك لي. حطمت و كسر قلبي إلى شظايا عديدة. رحيلك كان ريحا أطفأت الشعلة داخلي فقد كنت بداخلي أكثر مني.

لكني كلما تذكرت كلماتك تلك، نبرة حديثك، عدم مبالاتك، نظراتك الباردة و الشفقة في عينيك تأججت النار بداخلي. لقد تركت لي وجعا يكفيني ألف سنة و ألفا بعدها. أي كرم هذا؟

تغيرت لهجته من البرود إلى القهر ليضيف بنبرة مرتفعة:
- وضعت هدفا واحدا في حياتي و هو نسيانك. تخلصت من كل أحلامي و طموحاتي و قيدت نفسي،أعمالي و تفكيري لنسيانك.. لأتخلص منك و من شبح وجودك الذي ٱستوطن قلبي و خبايا عقلي.

صمت لبرهة ليزدرد ريقه بصعوبة. مرر أصابعه بين خصلات شعره ليزيده فوضوية تتلاءم مع فوضوية روحه ثم قال:
- بعد كفاح طويل و صراع داخلي، نسيتك.

كنت عاشقا و نسيت كأني لم أكن لدرجة أني بت أتساءل هل كنت حقا موجودة يوما؟ هل كان كل ما مررت به حقيقة أم مجرد سراب؟ تكررت هذه الأسئلة في ذهني و أوشكت على دفعي إلى حافة الجنون.

﴿عالم الخلود_نسيت كأني لم أكن﴾حيث تعيش القصص. اكتشف الآن