بارت ٢٦

18.4K 406 42
                                    


.
.
.
لكن فجائها صوته العالي الغاضب : مككككانك.. وكمل بنهر: مو قلت لا تعدي هالباب !!
سهى انتفضت وخافت من صوته لكن اختنقت من هالغرفه البيضاء.. الي تشبه غرفة المستشفى.. و ما وقفت وكملت طريقها .. في محاولة لرفض الوضع الي هو يعيشها .
تركي اشتعل غضب مصره تكسر كلمته وقف ناوي الشر .. !
لكن سبقته سهى تبرر له : عطشانه بس اشرب مويه وارجع
تركي ولا كأنه يسمعهاا تقدم لها غاضب .. سهى رجف قلبها.. وبردت اطرافها.. وتيبست في اراضها.. وغمضت عيونها .. مستسلمه للي بيصير .. هي ميته ميته لا محاله!! تركي الي حتى صوتها ما يبي يسمعه لكن استجمع صبره
وهو يتسأل بهدؤ : تبي مويه
فتحت عيونها وهو حط يده وراء رقبتها.. وجرها معاه.. تحس انها في معتقل.. وصلوا للمطبخ.. دفعها.. حتى تمسكت بطاولة الطعام.. تقدم وسحب كوب و سكب مويه حاره.. و حطه قدامها على طاولة.. و اشر لها : اشربي
سهى ناظرت للكوب وكيف يتصاعد منه البخار.. وناظرت لعيونه.. احساس فضيع من الألم سكنها.. من قسوته.. كيف يبيها تشرب مويه حارة
تركي تقرب و بتهديد : بتشربيها ولا باروحها فوق راسك
خافت لا جد يحرقها و مدت يدها اليسار.. بتاخذه .. ما ان وصلت اصابع يدها المترجفه للكوب حتى سبقها و ارجعه للخلف
سهى التقطت انفاسها براحه تحسبه غير رائيه
ليقول بتهكم : باليمين
لترد بفهاوه : اليمين.. ثم لمعت عيونها بالدموع : ماقدر.. كسرتها لي.. كيف بحركها..؟
تركي بتذكير و تشفي : ناسيه وش سويتي بيد عمي عادل
سهى بقهر يعني بيأخذ حق عادل منها ولا ايش وقالت منفعله : يستاهل هو الي بدأ.. وتهجم ع...
انبتر كلامها بتجاهل تركي لغضبها الأنثوي.. و برمشة عين شالها من خصرها وجلسها على طاولة الطعام .. وسهى احمرت خجل مع خوف!! اضطربت انفاسها من تصرفه.. تركي بمهنية طبيب راح سحب شنطة الإسعافات .. وحطها ع طاولة جنبها وهي مستغربه.. وتقرب منها.. شتت نظرها.. لكن تفاجئت لما سحب يدها اليمين وبدأ وكأنه طبيب ومريضه وهي يعرف جيدآ.. موضع العظم الذي يحتاج معالجه رفع يدها مع حركه سريعه بيد الاخرى عدل موضع عظام الذراع مما جعل سهى تصرخ وعيونها تدمع من الألم
تركي بدا يحرك يدها في اتجاهات عدة لتأكد من انها رجعت لطبيعتها وهي تبكي و تترجاه يوقف: بسسس تررركي.. لااا.. ارجوووك خلااااص
يمكن بمستشفى و لمريض عادي يفترض التخدير لموضع الألم و تتم هالخطوات على مراحل و ايام
لكن تركي كان يعالجها و مستمتع بنفس الوقت بألمها وبكاها يحسسه بنشوة الأنتصار.. وان اكثر انسان تكره بالعالم يكون تحت رحمتك.. سهى استنفذت كل طاقتها بالبكى.. وحراره جسمها ارتفعت و جهها حمر والعرق يتصبب من جبينها ..!!
وانفاسها اضطربت.. وارتعشت.. ولا تعلم هل ما يفعله تركي من صميم عمله ام انه يفعله ليعذبها ف اختارت ان تغوص في ظلام و تتركه يفعل ما يشاء!! تركي الذي شعر برعشة جسمها بين يديه رفع راسه لينظر لوجهها ليلاحظ تقلب عيونها ورجوع راسها للخلف لسقوط في اشارة لدخولها في حالة اغماء
اسرع و وضع يدة خلف ظهرها قبل ان يرتطم راسها بالطاوله..و مد يده الأخرى لكوب الماء الذي اصبح معتدل وهو يبلل يده ليمسح وجهها الأحمر وعرقها المتصبب ويضرب خدها بخفه لتستيقض..
وهو مستغرب لا يستدعي ما فعله ان تغيب عن الوعي و الخلع ليس قوي.!
لكن لاحظ اضطراب انفاسها.. ليتناول يدها الصغيرة المتدليه بجانبها بمناكير اظافرها الوردي.. ليضع معصمها بقبضه يده و ابهامه على وريدها يقيس نبضها.. ليلحظ ان حتى نبضات قلبها غير منتظمه.. وهذا كله مؤشرات هبوط في ضغط الدم.. ليتذكر انه حرمها من كل شي يومين كاملين... كيف نسي؟؟
حملها بسرعه وكانت خفيفه كالريشه.. واتجه لصاله وضعها على الكنبه واتجه لمكتبه وفتح ثلاجه ادويه و اخذ محلول و ابره وعبئ الأبرة ورجع لصاله و رفع يدها وغرس الأبره بهدوء في وريدها وهو يتأمل سكونها وقف متجه للمطبخ رمى الأبرة الفارغه في زباله و رجع ومعاه كوب ماء
.
.
لو سهى صاحيه كانت سوت حفله واخيرآ وصلت لليوم الي تركي دكتورها لكن للأسف كان بطريقه مؤذيه.. لكنها لحظات و بدئت تستعيد وعيها شوي شوي وهي تنظر للمكان حولها لتجلس بسرعه لما تذكرت وش اخر حدث صار لها.. و تتحسس يدها اليمين و تحرها بشويش والحمدالله كان فيه ألم بس اخف من اول.. مع كذا حمرة خجل عارمه اعترتها من الي وصله خيالها..
لتتفاجئ بتركي واقف فوق راسها يمد لها كوب مويه دافئ : اشربي
رفعت راسها بخجل وهي ترفع يدها اليسار وتحط شعرها وراء اذنها ثم تمدها بتأخذ الكوب
بس تذكرت وقالت بإبتسامه متعبه : صح باليمين.. ومدت اليمين وانبسطت انها قدرت تحركها رغم الوجع البسيط وهي تناظر له ببريق فرح وامتنان خلت تركي يجزم ان يقدر يشوف نفسه في بؤبؤ عينيها الاسود
واخذت الكوب وشربت رشفه لكن مسرع  طشت الماء من فمها متقرفه : ملح
تركي بإصرار لان ماء وملح بيساعد برفع ضغط الدم عندها: اشربيه يلا خلصي الكوب بسرعه
سهى جاهله بمقصدة : خلاص انا مو عطشانه
تركي تنرفز وسحب الكوب ومسك فكها بقوه حتى تفتح فمها وسكب المويه بالغصب الي نصها دخل فمها وبلعته غصب عنها ونصها بلل ووجها و رقبتها و فستانها
سهى نزلت دموعها من تعامله السئ معها..
تركي ابتعد وهو يحط الكوب ع طاولة بقوه وقال بتهديد: اي شي اقولك لك يتنفذ بدون نقاش.. فاهمه!!
سهى تمسح دموعها بصمت وقفت وهي مو قادرة تتحمل اكثر اسلوبه : ليه كل هذا.. انا ما استاهل منك هالمعامله.. انا.... ما كلمت كلامها بسبب شد تركي لشعرها وهو يقول : تستاهلي.. ما تستاهلي.. هذا الشي انا احده.. انتي هنا ما ابي اسمع لك صوت.. تسوي الي ينطلب منك وانتي ساكته.. لا تعتبري بالارض وشراكه ان لك قيمه هنا

ماعندها شي تقوله قدام عصبيته غير تناظر في عيونه.. تحاول تكسر نظرات الكره بعيونه بنظرات الحب بعيونها .. ليغمض تركي عيونه ويأخذ نفس تاركآ شعرها.. لتنسحب من امامه لتهرب من قسوته متجه لغرفتها
ليلحقها صوته: على وين
سهى بخوف: بروح ابدل ملابسي
تركي بأمر: سوي عشاء ثم انقلعي غرفتك
سهى بطاعه: طيب
وغيرت مسارها للمطبخ.. وهي تفكر وش تطبخ.. وش يحب..تذكرت يحب الباستا.. بحثت عن المقادير والحمدالله مو ناقصه.. طبختها وهي مستانسه.. برغم الوجع.. وحضرته .. وطلعت وشافته طالع مع الباب وقالت: العشى جاهز
تركي رمقها بنظرة و هو اساسا ما يبي.. بس يبيها تسوي وتاكل هي.. لانه ما راح يتعنى عشان يشتري او يطلب لها عشى و يظهر لها لو انش اهتمام وبنفس الوقت ما يبي يبتلش فيها فقال: كلي عشاك.. انا بروح اتعشى مع روان..ناس تفتح النفس.. وكمل  بإشمئزاز: مو تسدها
سهى تقدمت بمحاولة جريئة: جربني يمكن افتح نفسك.. وتقدمت وهي ترتكي ع الباب عشان ما يروح: وسويت لك الباستا.. مو تحبها..
تركي بإستحقار وقرف: صدقيني راح استفرغ لاني اقرف منك ومن اشكالك
ودفعها بقسوه من امامه وطلع وتركها مجروحه وندمانه تحسب انه يحاسبها على خطاء واحد ما تدري انه يحاسبها على اخطاء كثير ما تدري عنها
.
اليوم السابع
سهى 🖋️ ساعة 6 صباحآ
كل ما اتذكر احداث الايام الي فاتوا وان احس بكمية تحطيم مو طبيعيه.. ضرب. اهانه. تهميش. تجاهل. استحقار. اشياء كلها توجع قلبي وخاصه انها من تركي الي احبه واعشقه.. ما حقدت عليه.. بالعكس اسامحه.. وابغى يسامحني ونبدأ صفحه جديده .. بس شلون.. ما ادري..!! فقدت جوالي من اول يوم لي هنا ما شفته واتوقع اني نسيته بيت أهلي من ربشتي وخوفي ذيك الليله.. الله لا يعيدها من الليله.. بس الغريب ما احد جاء ولا سأل.. مايدرون اني مع وحش متخفي بملامحه الجميله..لا اساسآ ما ابي احد يدري ويفكر يبعدني عن تركي.. احبه وراضيه بعذابه.. وراح احاول و احاول و احاول
حتى يحبني زي ما احبه ويسامحننني!! طلعت من الغرفه لأنه ما عاد صار يمنعني بس اذا كنت برا يبقى بغرفته واذا دخلت خرج.. ليه يرفض وجودي ؟؟

روايه سعوديه " أنا أحببتكَ أولاً " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن