إختاري قدرًا بين اثنين ......وما أعنفها أقداري....مرهقةٌ أنت وخائفةُ...وطويلٌ جدًا ....مشواري....غوصي في البحر ...أو أبتعدي ...لابحر من غير دوار...الحب مواجهةٌ كبرى إبحار ضد التيار
( نزار قباني)
-----------------
لعن" يعقوب" من الداخل بسره وهو يعيد سلاحه مرة آخرى خلف ظهره ويحثها بعينه أن تدعه يفوت إلى الداخل لتنصاع له وتجذب" يوسف" لتدخله بأيدي مرتعشة وقد توترت كثيرًا حتى أنها تناست تمامًا أغلاق الباب بعدها وما أن وطأت قدم "يوسف "داخل الشقة
تسمر بمكانه عندما رآى صاحب العيون الثاقبة يشمله من رأسه حتى قدمه وكأنه يقيمه ، ليتناوب نظراته بينهم ويسألها بتوجس وهو يعقد حاجبيه :
- مين دة وبيعمل أيه هنا؟وضحت "لين" بتلعثم :
- ده ...."يعقوب" اللي حكيتلك عنهليباغته "يعقوب" بسؤاله وهو يجلس على أحد المقاعد ويشعل سيجارة من علبة سجائره :
- مين بقى اللي أتقتل ؟لترد" لين " بنبرة مهتزة :
- صاحب الموتور اللي" يوسف" أنقذني بيه من رجالة "وليد" يوم ما هربت
ليتسأل "يعقوب" من جديد ولكن يوجه حديثه ل "يوسف" :
-عرفت منين أنه أتقتل؟؟
أجابه" يوسف" بحزن وهو يمرر يده على وجهه:
- أمبارح مرجعش بيته وروحتله المطعم أسأل عليه قالولي أن الشرطة جت وحققت مع كل الموجدين وقالوا أنهم لقوا أمبارح جثته في الصحرا و أن اللي قتله ما سابش أي دليل وراهسحب" يعقوب "نفس طويل من سيجارته وتحركت حدقتاه يمينًا ويسارًا بتفكير ليرسل لها نظرة ذات مغزى تفهمت هى الغرض منها فذلك ما كان يجول بخاطرها أيضًا ، لتضع يدها على فمها وترتمي على أحد اامقاعد القريبة وهى تلعن ذاتها فهى أيقنت الأن أنها هى السبب بموته
ليصيح" يوسف" بإنفعال وهو يشعر أنه لا يفهم شيء مما يدور :
- مين وليد؟؟ وايه معنى نظراتكم الغريبة دي
ليستأنف بريبة وبتسأل أكبر وهو يأشر على "يعقوب" :
- وابن عمك دة عرف طريقك منين ؟؟؟؟جاهدت أن تجمع رباط جأشها كي توضح له ولكن "يعقوب" سبقها هادرًا:
- "وليد" دة ابن عمتها ودراع أبوها اليمين " شكري الأنصاري " أكيد سمعت عنه من أكبر رجل أعمال في البلد والأهم من كل ده أن "وليد" كان هيبقى جوزها لو مهربتش منه يومها وانت أنقذتهاعقد "يوسف" حاجبيه بعدم تصديق وهدر بإنفعال وهو ينظر لها يحاول يصيغ الأمر لعقله :
- يعني يومها كان رجالة "وليد "دة هو اللي بيجري وراكِ مش زي ما فهمتينيهزت رأسها بإيجاب وهى تتحاشا النظر له ليستأنف هو بعدم فهم :
-طالما أنتِ ليكِ أب هنا ...وكمان غني ..... ليه طلبتي مساعدتي أنا وخدعتيني ؟؟ترقرقت عيناها بالدمع وأخبرته بتبرير :
- أبويا هو اللي غاصبني علشان متورط معاه و أنا مكنش قصدي
أخدعك و والله كنت هقولك بس خفت لو تعرف تخاف منهم ومترضاش تساعدني
أنت تقرأ
تيراميسو
Romanceهى ناعمة هشة تهرب من مصير محتوم جمعها القدر مع ذلك المهاجر الهائم بلا مأوى لتكون هى موطنه الجديد ويكون هو سبيلها لعنان السماء