الرابع والعشرون

1.7K 105 48
                                    

احذر من رجل ضربته ولم يرد لك الضربة فهو لن يسامحك ولن يدعك تسامح نفسك
(جورج برنارد شو)
----------------
تناولت هاتفها  وخرجت من الغرفة بخطوات ترتجف لتطلب ذلك الرقم الذي  حفظته عن ظهر قلب وبعد ثواني معدودة كانت تفتح الباب له ليدخل هو وهو يرتدي كاب رأسه الذي يخفي  به نصف وجهه

لتهمس هي برعب ما أن دخل وأغلق الباب خلفه :
- أنا مرعوبة يا "يوسف" لو فاق هيقتلني 

نزع" يوسف" كاب رأسه وطمأنها بثقة :
- متخافيش المخدر اللي في الأكل قوي  جدًا متقلقيش

هزت رأسها وتمتمت بقلب مازال يرتجف :
-  بس الله  يخليك خلص  أنا حسة قلبي هيقف

ليجيبها "يوسف "بصوته الرخيم الواثق :
- قولتلك متخافيش أنا وعدتك هخلصك من كل دة متقلقيش و أنا مش غبي علشان أورطك معاه 

ليسبقها إلى الغرفة التي أشرت له عليها ويرشقه وهو مستلقى بعيون مشتعلة كفيلة بأحراقه وأحراق العالم أجمع  فكانت نظراته  كارهة والحقد الذي لم يجتاح قلبه من قبل يفيض بها  الآن. ودون أي مقدمات أو أدنى تفكير منطقي  كان يتخطى المسافة بينهم بخطوة واحدة  ويرفع ذلك اللعين  من منكابيه الذي كان مستغرق في سبات عميق ، ليزمجر "يوسف" بغضب عارم وهو يلعنه ويسبه وثم بطرفة عين كان ينفضه عنه و  يخرج سلاحه الذي تعود على حمله بلأيام السابقة وتدرب عليه خصيصًا ليوم كذلك كي يثأر من ذلك اللعين الذي قلب حياته رأس على عقب واستطاع بفعلته أن ينشب النيران  المستعرة بقلبه  التي لن يطفئها أنهار العالم أجمع إلا بأنتقامه منه ،لتحتد نظراته الكارهة  أكثر فأكثر   ويصوب فوهة السلاح  برأسه
بعدما شد أجزائه  وهو ينوي أن يخلص العالم  أجمع من شره . ولكن منعه صراخ "ماهي" بذعر حقيقي و هي تتعلق بذراعه وتنهيه بحدة :
- أنت أتجننت أحنا متفقناش على كدة نزل سلاحك يا "يوسف "بلاش توسخ أيدك بدمه وتضيع الباقي من عمرك في السجن

هز رأسه بعدم أقتناع وكأنه لا يستوعب ما تقوله وأصبح مغيب بأفكاره الإنتقامية غير مكترث لأي شيء و على أتم استعداد أن  يضرب بكل شيء عرض الحائط ويقتله لتوه دون أن ترف له جفن ولكن لا  ذلك ليس من شيم الرجال فهو ليس بغبي ولا  جبان ليفعل ذلك ويستغل كونه مسجي غائب عن الوعي ........ قطع  صراع أفكاره  صراخ  "ماهي" من جديد وهي تقف بمواجهته وتحيل بينه وبين جسد "وليد" الملقي على الفراش   :

-الله يخليك هتودينا في داهية علشان واحد
ميستهلش....علشان خاطر ربنا أهدى وخلينا نكمل اللي أتفقنا عليه

جز" يوسف "  على أضراسه في قوة  بملامح مميتة   وأغمض عينه يجاهد كي يكبح تلك الرغبة الغبية التي لا تمت للعقل بِصلة حتى أنه تراجع خطوتان إلى الخلف وهو  مازال يصوب سلاحه وكأنه فقد السيطرة على جسده  وقال بنبرة كارهة    :
- أنتِ متعرفيش الحقير دة عمل فيا أيه ؟

هزت رأسها بتفهم وقالت كي تشاطره الآسى وتجعله يغض الطرف عن ما كان يقدم عليه   :

- مش هيكون أقسى من اللي عمله فيا صدقني ومع دة عمري ما فكرت أقتله الموت رحمة كبيرة للي زي "وليد "  صدقني هو يستاهل يتعاقب على كل جرايمه من غير ذرة رحمة ولا شفقة ولازم  يتذل زي ما ذلنا وكسرنا  و يخسر كل حاجة و صدقني بعدها هو اللي هيتمنى الموت

تيراميسوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن