الفصل الثامن عشر

1.6K 92 16
                                    


أكداس الكآبة تجثم على صدري بقسوة، والحزن يسترخي في ممرات روحي، والليل يرسم لشحوبته ألف وطن تبدأ حدودها من عيناي.
( مقتبس)
---------------
مساء يوم متلبد بالغيوم ينذر بهطول الأمطار على تلك المدينة  القاسية التي لم تكن رحيمة أبدًا به ذلك المهاجر الهائم بلا مأوى الذي ذاق مرارة الغُربة مرتين
فبعد وصول  المركب الصغير الخاص بالصيد لتوه إلى المرفأ  كما وعده "روبرتو " سابقًا تنهد "يوسف"   بأرتياح وبصيص الأمل يلوح في عيناه و قبل أن يغادر المركب ودع "روبرتو" وشكره بإمتنان شديد
ليأكد عليه "روبرتو " بود قبل أن  يدع "يوسف" ينزل من على المركب :
-أعتنى بنفسك بني .....وتذكر أن أردت الأنضمام لنا من جديد ستجدنا هنا قبل حلول النهار

أومأ له" يوسف "بود مماثل ثم لوح له  مودعًا وذهب في طريقه لكي يبحث عنها ويدعو الله أن تخيب كافة ظنونه
-----------------
كفى ......كفى لم أعد أحتمل بعد أخرج من رأسي وكفاك تأنيب بي  أنا لست كما تظن أيها المسالم الطيب أنا مسخ لعين لا أصلح لأي شيء سوى للخنوع لذلك اللعين فيبدو أن لامفر لي  من جحيمه ولا حق لي بالسماح لك أن تتسرب إلى صقيع قلبي أعلم أن كل شيء معك مختلف حد الكمال ولكن ليس بيدي شيء سوى أن أراك تعيش بسلام بعيدًا عني فأنا منبوذة مدنثة لا أليق بنصاعة قلبك   . ذلك ما كان يدور بخُلد "ماهي" الجالسة في فراشها بعيون ذابلة من كثرة البكاء  و هي تنفث دخان سجارتها بضيق شديد
لترجع رأسها تسندها على ظهر الفراش وتغمض عيناها تتذكر ما حدث ليلة أمس بينهم 
Flash Pack
بعد وقت ليس بقليل من النحيب تحاملت على نفسها بعد مغادرة "وليد " ونهضت إلى المرحاض بخطوات متخازلة ضعيفة عندما ساورها شعور بتحسس معدتها وشعور بالغثيان تملك منها وما أن وصلت أفرغت كل ما بمعدتها وهى تشعر أنها ستتقيء روحها أيضًا لتأن بألم وتتوجه إلى حوض الاستحمام  بهوان وتفتح المياه وتقف تحتها بملابسها ، تفكر في حل لتلك المعضلة العويصة
لعدة دقائق بدمعات لن تنقطع أمتزجت مع حبات المياه  المتساقطة وكأنها تواسيها وتزيح عنها
وبعد بعض الوقت خرجت وأرتدت ملابسها ولم تنسى أن تضع وشاح صغير حول عنقها لتخفي أثار حرق سيجارة ذلك اللعين وما أن عدلت هيئتها وأخفت أثار البكاء
ظلت تنتظر "عز " وهى تعلم ما يتوجب عليها فعله بعد تفكير مضني
وبعد عدة دقائق قليلة كان يطرق على باب الشقة
لتفتح له بملامح ثابتة دون أن تعير حظوره أي أهمية  وتتجه إلى الأريكة التي تتوسط الردهة وتشعل أحد سجائرها
وتنفث دخانها بضيق شديد
ليقترب منها  هو بملامحه البشوشة وعيناه الدافئة ويقول بلطف وهو يجلس بجانبها :
- الجميل مكشر ليه حاجة مضيقاكِ ....أوعي تكوني زعلانة مني

رمقته بنظرة عابرة مشتتة بعد نبرته تلك التي تأثر بها وردت بإقتضاب وهي تطفئ سيجارتها بالمنفضة الموضوعة على الطاولة القريبة  :
- مش زعلانة و متشغلش بالك
ليرفع  وجهها بأنامله الغليظة كي يحاول سبر أغوارها ومعرفة سبب ضيقها وهو يهمس بلطف أمام نظراتها المشتتة :
- أنتِ كل دنيتي يا "مهيتاب" أزاي مشغلش بالي بيكِ

تيراميسوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن