ليس هنالك شخص كامل، ليس هنالك ملاك على هذه الأرض...تذكّر دومًا أن الشخص الجيّد ليس من لا يملك مشاعر سلبية أو سيئة، وإنمّا هو الذي يستطيع التحكّم بمشاعره السيئة ويسيطر عليها فلا يؤذي غيره بها.
(أفلاطون)
--------------------
تململت هي بتكاسل في فراشها وهي تضم تلك الدمية المحشوة خاصتها التي لا تفارقها منذ صغرها
وما ان أفرجت عن بُنياتها الآسرة أبتسمت بسمة هادئة وهي تسترجع ذلك الحديث الذي دار بين والدتها وجارتهم وظلت تلك الجُمل البسيطة تتردد صداها في أذنها حتى الآن
( بيقولوا "إسماعيل "عدمه العافية ومضاه على. وصولات أمانة واستحلفله لو قرب من بنتك تاني، وخلاه يلف حولين نفسه وسرق أمه علشان يديله الفلوس )
لتتهجم ملامحها عندما تذكرت أيضًا أن أهل منطقتهم الذين يدعون عليها ويلفقون لها العديد من الأحاديث التي لا تمت بالحقيقة بِصلة
لتزفر بضيق وهي تغض الطرف عن التفكير بلأمر وتنهض وهي تفرك خصلاتها بفوضوية وتتوجه للمرحاض كي تؤدي روتينها اليومي وتستعد للذهاب للعمل من جديد فقد أصرت عليها والدتها أن تعود لعملها وأخبرتها أنها تحسنت ولا تريدها أن تهمل عملها الذي بالكاد وافق صاحبه على أجازتها بلأيام المنصرمة وعند أنتهاءها وطمأنتها على والدتها التي نهرتها من جديد عندما ألحت أن تتراجع عن الذهاب للعمل وتظل معها لكن أمها لم تقتنع وأصرت عليها بحدة أنها بخيرولا داعي لبقاءها ، لتغادر شقتهم وإن كادت تتدلى الدرج سقطت عيناها عليه يخرج لتوه من باب شقته لتهمهم بنبرة هادئة وهي تشعر بخزي من نفسها عندما تذكرت موقف مشابه جمعهم من قبل حين ردت تحيته الودودة بقلة ذوق واستخفاف :
- صباح الخيرتحمحم هو بأدب كعادته وقال وهو يستغرب مبادرتها :
- صباح الفل يا أخت الغاليلتقول في هدوء وهي تعبث بطرف حجاب رأسها كعادتها عندما تتوتر :
- أنا عرفت اللي عملته مع "علاء "عقد حاجبيه وأبتلع غصة بحلقه بتخبط شديد لا يعلم ما الذي يتوجب عليه قوله .
لتستأنف بنبرة هادئة وهي مطرقة الرأس بخجل وتتحاشى النظر له :
- أنت جدع أوي يا"إسماعيل" ،بجد شكرًا على كل حاجةأتسعت عيناه بتفاجئ و تحمحم كي يجلي صوته بسبب أضطرابه من إطرائها الغير متوقع :
- أنا معملتش غير الواجب ...
وعلى فكرة الفلوس ......قاطعته دون تفكير :
-مش مهم المهم إنك خلصتني من الواطي وخليته يبعتلي ورقتي وميتعرضليش تانيرفع نظراته لها وهو يشعر أن قلبه يصرخ بين ضلوعه بعشقها ويقسم أنه إن ظلت على حالتها تلك معه أنه سيفقد صوابه لا محالة فهي قد تغيرت كثيرًا عن سابقًا ، مبادرتها للسلام و نبرتها الهادئة حتى نظراتها له لم تعد متعالية مستخفة مثل الأول
لتهمس هي بخجل ما أن تشابكت نظراتهم :- أنا لازم امشي هتأخر على الشغل
ليتسأل هو بإستغراب :
-شغل ..... وهتسيبي أم الغالي لوحدها
أنت تقرأ
تيراميسو
Romanceهى ناعمة هشة تهرب من مصير محتوم جمعها القدر مع ذلك المهاجر الهائم بلا مأوى لتكون هى موطنه الجديد ويكون هو سبيلها لعنان السماء