الفصل الرابع

1.9K 104 31
                                    

🙈إسماعيل👆

🌸الفصل الرابع🌸
كانت هى عائدة من عملها ككل يوم ولكن اليوم يتملك منها الحزن فهى انتظرت أن يهاتفها أو يبعث لها رسالة عبر الهاتف لكن دون جدوى فكانت طوال عملها عيناها على شاشة الهاتف حتى أنها كل حين وأخر تتفحصه خشية أن يكون به عطل ما و تطلب من زميلتها بالعمل أن تطلب رقمها من هاتفها لتتأكد أن هاتفها يعمل ، كانت تجر ساقيها ببأس وهى تتوجه إلى منزلها بينما كان "إسماعيل" ينتظر عودتها كعادته وما أن مرت من أمامه تنهد بعمق و همس بنبرة خفيضة للغاية تحمل اللوعة بين جنباتها نابعة من صميم قلبه :
- كل سنة وانتِ طيبة يا وجعة قلبي ومخلياني عايز أتبرأ منه ومن أفعاله
ليتنهد بحرقة ويرتمي على المقعد وينهر ذاته على ما توصل له فهو كل يوم قبل نومه يأخذ الكثير من القرارات بشأن حبه لها ولكن عندما يستيقظ تتبخر جميعها وكأنها لم تستيقظ معه وتظل غافية ،
آما هى دست مفتاحها بباب شقتهم وأدارته بملل وعندما دخلت تفاجأت بقالب كبير من الكيك يتوسط طاولة الطعام مزين نصفه بالكريمة المخفوقة و بقطع الفاكهة الطازجة والنصف الأخر بشكولاتة النوتيلا التي تعشقها ، شهقت بقوة وأبتسمت بسعادة متناهية وهى تقترب تشاهد قالب الكيك عن قرب لتمرر أصبعها على حافته وتتذوقه بأستمتاع تزامنًا مع
خروج" نجية" من المطبخ لتهلل "حلا" وهى تعتقد أن "علاء" هو من جلب لها القالب أحتفالًا بعيد مولدها :
- شفتي ياماما "علاء" بيحبني ازاي ومنساش عيد ميلادي
لوت والدتها فمها بأمتعاض وأخبرتها مستنكرة :
- "علاء" دة أيه ؟ "دة" إسماعيل"
كررت أسمه بإمتعاض:
-" إسماعيل "

أكدت والدتها برأسها وأستأنفت :
-والله ابن حلال كنت هنزل أشتري واحدة علشان عيد ميلادك بس هو سباق بالخير وجه النهاردة كان بيطمن عليا وقالي أنو عارف إني بحب النوع دة من التورتة

أبتلعت غصة مريرة بحلقها وسألتها بحسرة على أحلامها الواهية :
- يعني مش علاء اللي بعت التورتة علشان عيد ميلادي

نفت والدتها برأسها وأسترسلت بود :
- كل سنة وانتِ طيبة ياقلب أمك ويارب السنة الجاية أبقى مطمنة عليكِ في بيت جوزك

همست "حلا" بسخرية مريرة لنفسها :
- جوزي ..... هو فين جوزي اللي مكلفش خاطره بمكالمة تليفون

- بتقولى حاجة يابنتي
نفت " حلا " برأسها

لتهتف والدتها في حماس :
- طب تعالي يلا نحط شمعة ونحتفل بيه أنا وانتِ
أومأت" حلا "ببسمة باهتة لم توصل لعيناها وانصاعت لوالدتها
---------------------
آما على الصعيد الآخر
ظلت "لين " طوال النهار تبحث عن عمل هنا وهناك حتى شعرت بتخدر ساقيها فهى كلما سألت عن عمل يخبروها بضرورة وجود أثبات شخصية و أوراق رسمية بصلاحية إقامتها بالبلد ، جلست على أحد الأرصفة بالطريق وهى تتحسس جواز سفرها بجيب سترتها بأحباط وبملامح متجهمة فهى لم تتمكن حتى بتقديمه لهم لأن بذلك ستسهل ل "وليد "العثور عليها
تنهدت بضيق وهى تعتصر ذاكرتها تحاول مرارًا وتكرارًا تذكر رقم هاتف" يعقوب " لكن دون جدوى لم تسعفها ذاكرتها
فركت خصلاتها البُنية بيأس ونهضت من جديد عائدة لشقتها الصغيرة وما أن وصلت أمام البناية وجدت "يوسف "يجلس على بداية الدرج ينتظرها
جلست بجانبه دون أن تتفوه بشيء وظلت نظراتها شاردة في العدم ليهتف هو في قلق :
- كنتي فين من الصبح؟

تيراميسوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن