الفصل السابع عشر

1.7K 98 32
                                    


لا تعلقي أحلامك على أكتاف رجل، إلّا إذا كنتِ تتوقين لطعم الخذلان.
( مقتبس)
-----------------
بعد أن خرجت "شوق " من قسم الشرطة توجهت إلى منزلها وهى تستشيط غضبًا وتتوعد لذلك المقيت التي بسببه وبخها ذلك الظابط وقلل من شأنها أمام كل الحاضرين ، وما أن فتحت باب شقتها وتوجهت إلى غرفة النوم شهقت بقوة وضربت أعلى صدرها بتفاجئ من هيئته المخزية وصاحت :
- يالهوي .....أيه اللي عمل فيك كدة يا منيل ....والله عيب على الرجالة اللي أنت منهم لابس قميص نومي ياراجل ياهُزق

فتح "علاء" عيناه بصعوبة بالغة من أثار كدمة عينه وقال لها بحروف صدرت منه متكسرة من بين أسنانه المهشمة وهو مستلقي على الأرض ولم يقوى على الحراك بعد :
- ابن **** الميكانيكي العرة جارها عدمني العافية
ومضاني على وصلات أمانة لو مسدتهمش هيسجني

شهقت مرة آخرى ولكن بصوت متهكم وقالت تنهره وهى تتقصع بخصرها مع كل كلمة :
- وأنت سكتله وسبته يعمل فيك دة كله

ليكذب هو للحفاظ على ماء وجهه ويقول وهو يسعل بتعب :
- لأ أنا ضربته ومسكتش.....ليتلعثم قليلًا عندما وجدها ترمقه بنظرة مقززة غير مصدقة :
- أنا ....كنت هموته .... بس هو أعفى مني....
وخدني على خوانة

لتلوي فمها بإمتعاض وترفع حاجبيها المنمقين بشدة وتسترسل :
- يبقى لازم نبلغ يا عنيا ومنسكتش على اللي حصل

نفى "علاء" برأسه برفض قاطع وقال بجُبن :
- لأ الله يخليكِ هيفضحني بالفيديد اللي صورهولي وهيخليني فُورجة قدام أهل منطقتنا

شملته "شوق" من أعلاه لأخمص قدمه بتقزز شديد
وقالت تنهره بحدة بعدما بصقت عليه وتوجهت إلى الخزانة تقذفه بملابسه :
-تصدق أنك تستاهل اللي عمله فيك و أنا غلطانة إني رضيت أتجوز واحد زيك جبان ومش راجل .....دة أنا رجالة زي الفل يتمنوا رضاية وبيترموا تحت رجلي .....أقوم يطلع نصيبي مع واحد محسوب على الرجالة بلأسم بس..... لأ ....ياعنيا مش شوق اللي ترضى بكدة
قالت أخر جملة وهى تقذفه بأخر قطعة ملابس تخصه وتأخذ من درج الكومود الخاص بها ورقتان العرفي الخاص بزواجهم
ليهمهم هو بتوجس وبنبرة مهزوزة :
- يعني أيه يا" شوق "؟؟

- يعني أنت طالق يا عنيا

صحبت قولها وهى تمزق الورق أمام عينه المشدوهة وهو مازال على وضعيته مُمدد على الأرض ولم يقوى على الحراك من ألم جسده ولكن بعد أن تفهم نواياها سحف بإنهاك وتمسك بساقيها يرجوها أن تعدل عن قرارها ولكنها رفسته بعيد عنها بقرف وقالت بصوت جهوري مستنفر للغاية :

- بررررررررة بيتي وإياك أشوف خلقتك دي تاني يأما هجيبلك اللي يعلمك الأدب بجد يا عنيا

نفى برأسه بذعر أكبر من تهديدها المعني له ، وظل يحاول عدة محاولات لاستعطافها و التزليل لها لكن دون جدوى فقد قابلت إلحاحه بإشمئزاز وبنفور تام مما جعله يطرق رأسه بيأس وينوي المغادرة فهو على يقين تام أنها عندما تصر على شيء لن تتهاون في تنفيذه أبدًا ،لينهض بإنهاك تام وهو يتحامل على نفسه لتدفعه هى إلى خارج باب الشقة بكل قوتها مستغلة أنهاك جسده وعدم قدرته على المقاومة وتقذفه بملابسه من جديد وتبصق عليه مرة أخيرة ثم أغلقت الباب بقوة بوجهه ليجلس أمام الباب وهو ينعي حاله بنحيب كالنساء فاهو خسر كل شيء بغبائه وطمعه وإنخراطه وراء شهواته اللعينة
---------------------
الخُذلان مُؤلم حين يشبعنا حدّ الوجع، حد الانتهاء من كل شيء لا نحتاج إلّا أن نسمع له، نسمع صوت ذلك الذي سبب حُقنة الألم داخلنا، صوته ما زال يدوي، لأنك لن تنسى يوماً.
( مقتبس)
-----------------
بعد عدة ساعات في الطريق مرت عليهم كمرور الدهر ، وصلوا أخيرًا إلى مدينة القاهرة فكانت" حلا" لها النصيب الأكبر من جلد الذات وكأنها لتوها فقط أيقنت فداحة ما اقترفته في حق نفسها حتى أنها لم تجرء على رفع نظراتها المنكسرة بأحد وظلت على سكونها طوال الطريق وهى تشعر بالخزي ،آما عن "نجية " فكانت ترمق "حلا"من حين لآخر بنظرات معاتبة حزينة مخيبة للآمال وهى تتحامل على نفسها و تشعر أن قلبها يعتصر بين ضلوعها من شدة الألم وأن جسدها يتعرق بشكل غريب ولكنها ظلت تقنع ذاتها أنه من تأثير الموقف أصابها التوتر لذلك تتعرق وتشعر بالغثيان ، آما عن ذلك العاشق كان يسترق النظرات من حين لآخر من المرآة الأمامية للسيارة ليتأكد أنهم بخير وما أن توقفت السيارة بهم أمام البناية تنبهت "حلا " وتحضرت للنزول وهى ما زالت مطرقة الرأس بينما تدلى "إسماعيل" وفتح باب "نجية "
لينزلها لكن ما أن سقطت عيناه عليها ورأى هيأتها المتعبة أنحنى على ركبتيه أمامها وسألها بقلق :
- أنتِ كويسة يا أم الغالي ؟

تيراميسوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن