الفصل الأول

5.4K 139 28
                                    


في احد شوارع نابولي وخاصةً ذلك الزقاق الضيق  بالمقربة من ساحة "ديل بنيبسيتو"
كانت تركض بكل قوتها لاهثة بالكاد تستطيع أن تلتقط أنفاسها هاربة من هؤلاء الرجال الذين يلحقو بها
وبعد تعثرها عدة مرات توقفت في زاوية منعزلة ومعتمة للغاية بجانب حاوية القمامة قاصدة الأحتماء بجانبها ،وضعت يدها على خافقها  تحاول تنظيم أنفاسها  ، فتلك ليست المرة الاولى التي تحاول بها الهرب ،وتقسم انها إن فشلت تلك المرة ايضا ستكرر فعلتها
كتمت أنفاسها بيدها  وانكمشت بذعر عندما استمعت صوت أحد الرجال الذين يبحثون عنها يهتف بلغته الإيطالية المتقنة :
- لابد أن نجدها سيقطع رب عملنا رؤسنا إن لم نفعل

أجابه الأخر وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة وينحني يستند على ركبتيه:

- لم نترك إنش بذلك المكان اللعين إلا وبحثنا عنها ترى اين ذهبت ؟

ليستأنف وهو يستقيم بوقفته :

-دعنا نكرر البحث مرة اخرى لابد انها لم تبتعد كثيرًا

تنهدت هى بأرتياح عند أستمعت لصوت خطواتهم تبتعد شيء فشيء
لتنهض وتنفض ملابسها وتركض من جديد ، ولكن لسوء حظها لمحها أحد الرجال الذي لم يبتعد مسافة كافية  وصاح بقوة :

- لقد عثرت عليها ......توقفي .... توقفي

لكنها لم تكترث لصياحه  واطلقت لساقيها العنان لتركض بأقصى سرعة لديها ولكن لحق بها احدهم وجذبهامن ذراعيها لتتلوي بين يده وهى تضرب يده الممسكة بهاوتصرخ بقوة:

-اتركني ايها اللعين والا ستندم على ذلك لاحقًا......اتركني

لم يستجيب لها وظل يبتسم بأنتصار وهو يمني نفسه انه سينال مكافأة مجزية من رب عمله لأمساكه بها لكن لم تكتمل فرحته تلك ألا ثواني معدودة حين قضمت هى ذراعه بقوة مخرجة بأسنانها دمائه لينفضها عنه و يلعنها و هويتفحص ماتركته أسنانها من أثر ، أستغلت هى  انشغاله بما يفعله وركضت من جديد وهى تشعر أن طاقتها استنفذت بلكامل ومازال باقية الرجال تلحق بها، توقفت بأحباط عندما وجدت أن ذلك الشارع التي وصلت لنهايته ماكان إلا شارع مسدود  لايوجد به اي أزقة جانبية تصلح للفرار،  أمتعضت ملامح وجهها ولعنت  تحت انفاسها  المضطربة بينما اهتزت نظراتها بذعر حقيقي مما هى مقبلة عليه ، تباطئو الرجال عندما وجدوها توقفت وقد تمكن منها اليأس   ليتبادلوا السخافات والسخرية بينهم
و هم يقتربوا منها بخطوات بطيئة أرعبتها، أغمضت عيناها بقوة تستعد للقادم ولكن ما لبث ثواني معدودة حتى تناهى الى مسامعها صوت موتور دراجة نارية يندفع نحوها بسرعة فائقة ،تباعد الرجال ليتفادو
الاصطدام به ،  امَ هى شهقت  بقوة وهى تنظر  لاندفاعه نحوها بسرعة  متهورة تكاد تصدمها صرخت بقوة ووضعت يدها تحمي رأسها بتلقائية ولكن ما فاجأها كثيرًا هو توقفه على بعد إنش واحد منها واتاها صوت سائقها المتخفي بخوذته :

تيراميسوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن