سنحيا بعد كربتنا ربيعاً كأننا لم نذق فى الأمس مرًا.
(الإمام علي بن أبي طالب)
------------------------
وبعد عدة أحاديث مطولة بينهم قال "إسماعيل" بتلعثم بعدما حسم أمره وقرر المجاذفة وهو وحضه مع متمردته العنيدة تلك التي كانت تنظر له الآن بطريقة غريبة تهدد ثباته :
- أنا عايز أطلب طلب ونفسي يتجبر بخاطريليرد" يوسف" بترحاب شديد :
- خاطرك على راسي يا "سُمعة " لو بأيدي مش هتأخرليتلعثم تحت نظرات" نجية " المستبشرة بالخير :
- أنا عايز أطلب أيد "حلا "منك يا "يوسف" وبتمنى مترفضتش طلبيتفوه بأخر جملة وهو يتعمد أن ينظر لها نظرة تفيض بمكنونات قلبه وهو يدعو ربه أن تخلف كافة ظنونه وترأف بقلبه الذي أنهك بعشقها لتشهق هي بتفاجئ وبوجه تدرج بحمرة الخجل وتتوجه بإندفاع بخطوات متعثرة للغاية إلى غرفتها
ليتناوب هو نظراته بين أثرها و بين "نجية" التي هزت رأسها تطمأنه وهي تبتسم بإتساع ليأتيه رد "يوسف" من الطرف الآخر :
- أنا مش هلاقي ل "حلا" أحسن منك يا "سُمعه " بس أهم حاجة رأي العروسة
ليبتسم" إسماعيل "بسمة باهتة لم تصل لعينه بسبب رد فعلها الذي لم يتفهم منه شيء وهو يشعر بقلبه يعتصر تخوفًا من رفضها وبعد عدة دقائق قليلة أغلق الخط مع "يوسف"لتستطرد" نجية" قائلة بود شديد وهي تقبل ظهر وباطن يدها حامدة ربها :
- الحمد لله.....أنا كنت عارفة أنك مش هتخزلني يا ابنيتقدم منها وقبل هامتها وقال في صدق بنبرة هادئة عكس ما يختلج بصدره وهو يجلس بجانبها :
- أنتِ عارفة يا أمي إني مقدرش أردلك طلب وربنا يعلم أنا رايدها وشاريها قد أيه بس.................
بتر كلماته وكأن قلبه لن يقوى على تحمل نطق تلك الكلمات ليمرر يده على وجهه وتلعثم أخيرًا بما يتخوف منه :
- بس خايف ترفضني تاني أو تفهم غلط أن.....قطعته "نجية" بحنو شديد وهي تربت على ساقه :
- مش هتفهم غلط ولا حاجة ومش هتقدر ترفض المرة دي على ضمنتي ......وبإذن الله هنفرح بيكم قريب بس أنت قول يارب- يااااااااارب
قالها بنبرة متآملة نابعة من صميم قلبه مما جعل "نجية" تعقب قائلة تشاكسه :
- يوه ما تجمد كدة هو أنت شوية ولا ايه !- ربنا يخليكِ لينا يا أم الغالي هستنى رأيها و
إن شاء الله لو وافقت هجيب الشيخ "عبد الرحيم" وأجي أتقدملها رسمي زي الأصول ما بتقولذلك آخر ما تفوه بعد أن رشق باب غرفة "حلا" بنظرة يتأكلها القلق وغادر تحت نظرات "نجية" الفرحة التي ما أن استمعت لصوت غلق الباب نهضت توضأت و ركعت حمدًا وشكرًا لله فتلك أمنيتها البعيدة التي طالما تمنتها من قلبها
--------------------
عودة آخرى لقلب إوروبا الرحيم كما يطلقون عليه
الذي لم يكن رحيم أبدًا بأحد
وقفت عند قصرهم بمنطقة منعزلة بعيدة عن الأنظار تتأمل لو فقط تلمحه للمرة الأخيرة قبل رحيلها ولكن دون جدوى
كم أرادت أن تخبره مدى ندمها وخزيها من ذاتها كم ارادت لو فقط ترتمي بين يده للمرة الأخيرة وتتمتع بنظراته الدافئة التي طالما شملها بها تقسم أنها لن تقحمه معها بأي شيء فقط كل ما تريده هو أن تراه مرة أخيرة قطع شرودها صوت هاتفها التي ما أن تناولته قالت بنبرة مختنقة على وشك البكاء :
أنت تقرأ
تيراميسو
Romantizmهى ناعمة هشة تهرب من مصير محتوم جمعها القدر مع ذلك المهاجر الهائم بلا مأوى لتكون هى موطنه الجديد ويكون هو سبيلها لعنان السماء