الفصل الثالث عشر

1.5K 106 27
                                    


ناديك والليل جاثم خلف الجدران , والفراق قد شهر مخالبه .. أناديك والنوم يتقدم مني مهدداً بعشرات من كوابيس الوداع .. أناديك يا من كنت قبل دقائق معي.
----------------------
بعد ذلك الشجار المحتد  هرعت هى باكية تقصد  شقتهم بخطوات متخازلة تلعن حظها وسوء أختيارها ،
وما أن دلفت إلى الداخل استقبلتها والدتها  بقولها بلهفة وقلق  وهى تقترب منها :

- يا لهوي مالك ياقلب أمك بتعيطي ليه  ؟؟

شهقت "حلا"  واندفعت لأحضان والدتها ترتمي بها وهى تنتفض ويتعالى نشيجها ، لتربت "نجية" على ظهرها بحنان وتجذبها لتجلس بها على  الأريكة القريبة  وتقول وقلبها يكاد يسقط من بين ضلوعها من القلق:

- اهدي يا بنتي وفهميني ابوس ايدك أنا مش حمل كدة

أجابتها "حلا" من بين دمعاتها:
- أنا خلاص ياماما مش عايزاه دة كان هيمد أيده عليا في الشارع لولآ "إسماعيل" اتدخل ومنعه ......
أنتِ طلع  معاكِ حق أنا مش هرخص نفسي وأخليه يهني تاني

رغم غضبها من ذلك المقيت ومعرفتها محاولته ضرب أبنتها  إلا أنها  عندما استمعت لأسم" إسماعيل" منها أطمأنت و رفعت رأسها لفوق وكأنها تناجي ربها  تزامنًا مع رفع يدها وتقبيلها لباطنها وظهرها بالتناوب وهى تحمد ربها  أن أبنتها تعقلت أخيرًا
وسوف تريح قلبها ، لتخرج "حلا" من أحضانها وتقول  بنبرة باكية :
- أدعيلي ياماما أعرف انساه .............

دثرتها" نجية" من جديد بأحضانها وقالت وهى تمرر يدها على ظهرها بحركة حانية هدئتها :
- هتنسيه يابنتي وبكرة أفكرك .....أن الدنيا مبتقفش على حد و ان شاء الله ربنا هيكرمك بأبن الحلال اللي يصونك ويعززك وتملو عليا البيت عيال

هزت "حلا" رأسها تأمن على دعوات أمها وأستكانت بين أحضانها ، آما عن" نجية " فتمسكت بصدرها بقوة وهى تشعر أن قلبها يعتصر بين ضلعوها وينبأها بحدوث أمر سيء
--------------------
في إيطاليا وخصةً نابولي
بعد ما حل "بيعقوب"  استقل أحد السيارات من على الطريق لتوصله إلى المشفى لتقطيب جرح رأسه الغائر و رغم أعتراض الطبيب المسؤول عن خروجه أصر هو الذهاب متغاضي عن الحاح الطبيب بعمل الإشاعات اللازمة لتأكد أن الأصابة لم تسبب إي ضرر على المخ إلا أنه أعترض وبشدة وأصر على المغادرة للبحث عنها وبعد أن أنتهى من عدة أتصالات مهمة يحاول أن يتوصل لأي معلومة عن مكانها توجه إلى  قصر عمه بخطوات غاضبة ورأس مضمدة  إلى منتصف الردهة وصاح على عمه بنبرة جهورية  :
- أنت فين يا "شكري يا أنصاري "

تدلى" شكري" درجات السلم وهرع  يسأل "يعقوب " دون أن يعير هيأته أي أهتمام :
- طمني وصلت لأيه ...... لقيتهم

هز "يعقوب" رأسه وهدر بعصبية من لامبالاته  :
- أنت السبب في كل دة
أنت اللي خليته يتحكم في كل حاجة وسلمته رقبتك بأيدك

أبتلع" شكري" غصة مريرة بحلقه وأجابه بإنكار :
-  سيبك من الكلام دة دلوقتي أنا مقدر خوفك عليها ورغم إني  قلقان أكتر منك بس أنا بثق في "وليد" وعارف أنو  ميقدرش يأذيها علشان بيحبها

ليصرخ" يعقوب" بعصبية مفرطة  بتلك الحقيقة الذي يرفض عمه أن يعترف بها بعد:

تيراميسوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن