الفصل التاسع

1.9K 105 22
                                    


تنهدت بأرتياح عندما خرج لها ليقول وهو يشابك يده بخاصتها:
- معلش ياقطتي اتأخرت عليكِ

هزت رأسها وسألته :
- هو مين دة اللي كنت بتتكلم معاه

أجابها بتلقائية  :
- دة "فرانسوا"  شغال في الأمن وساعات بيشارك في سباقات سرعة بالموتوسيكل  وفي كل مرة بيفوز علشان كدة علطول بيقولوا عليه الخارق  وعلى فكرة  هو صاحب الموتوسيكل بتاع الليلة أياها

أومأت له بتفهم  وهمهمت بعفوية أثناء سيرهم :
- أنا جعانة وعايزة اكُل حاجة حلوة
ممكن نروح المطعم اللي روحناه قبل كدة

رفع حاجبيه بمكر وأشترط :
- ممكن بس عندي شرط

حثته بعيناها أن يستأنف حديثه ليخبرها بمشاكسة وهو يهمس بأذنها :
- نكمل الكلام اللي كنا بنقوله هناك

هزت رأسها ونكزته بخفة بذراعه وأخبرته وهى تشعر بأن وجهها يضاهي حبة الفراولة بحمرتها  :
- " يوسف" أسكت

- يالهوي على" يوسف" وسنين "يوسف" هو في حلاوة وطعامة بالشكل دة والنعمة عمري ما سمعت أسمي حلو كدة

هتف بها بنبرة لعوب وهو يغمز لها

أبتسمت بسعادة وهمست :
- بموت في جنانك

لتتهلل أساريره ويشدد على راحتها بأمتلاك   لتشعر هى أن دقات قلبها تتقاذف كي تخبر العالم أجمع أنها تعشقه
لتخفي وجهها بذراعه أثناء سيرهم
وهى تدعو الله أن يديم سعادتها بقربه
وعندما وصلو إلى ذلك المطعم الصغير جلسو بزاوية منعزلة بعيدة عن الضجيج كي يتجنب ما حدث بالمرة السابقة، أكتفى هو بفنجان قهوة دون سكر بينما هى طلبت حلواها المفضلة التي تدمنها
حد الشره ، ظل يتأملها بنظرات حالمة وهى تلتهم حلواها ويتسأل والفضول يكاد يقطر من عينه عن سر حبها لتلك الحلوى بلأخص
لتباغته هى :
- عارفة أنك بتقول عليا مفجوعة
بس مش مهم أهم حاجة إني مبسوطة أوي

أبتسم بعدما أرتشف من قهوته وسألها وهو يكتف ذراعيه أمام صدره :
- وياترى أيه سبب السعادة دي؟

أجابته بتنهيدة عميقة متأثرة :
- علشان أنت معايا وبتشاركني الحاجة الوحيدة اللي بتفكرني بأمي

عقد حاجبيه بتعجب فتلك مرتها الأولى التي تذكر بها والدتها لتستأنف هى :

- كانت دايمًا بتعملهالي وأنا صغيرة بس كانت بتعملهالي بالكاكاو مش بالقهوة وكنت بحبها جدًا وعمري مانسيت طعمها علشان كدة لما بحس إني محتاجة أمي بجري اكُلها  علشان تفكرني بيها وبصراحة بحس براحة كبيرة أوي بعدها بحس إنها بترفعني للسما  لتتبدل نبرتها إلى اخرى مريرة وتستأنف :
-بتخليني أنسى كل حاجة أنسى أنها سابتني بأرادتها ومكلفتش نفسها حتى تسأل عليا بعد أنفصالها عن أبويا
أنهت حديثها ولم تشعر بتلك الدمعة الحارقة التي تسللت على وجنتيها ليربت هو على يدها المسنودة على الطاولة ويتحدث بنبرة حنونة :

تيراميسوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن