الفصل التاسع عشر

1.8K 97 32
                                    

يعقوب 👆❤

الخَيْرُ فيه ثَوابه وإن أبطأ، والشَّرُ فيه عقابه وقلّما أخطأ.
الخَيْرُ تَنْفحُك جَوَزايه، والشَّرُ تلفحُكَ نَوازِيه.

(أحمد شوقي)
------------
عودة آخرى إلى قلب أوربا الرحيم الذي لم يكن يوم رحيم  أبدًا بأحد
فكان "روبرتو " يجلس داخل مركبه الصغير وحيدًا بعد مغادرة خادمه لشراء المُأن اللازمة لهم  ، فكان  يريح ظهره على أحد المقاعد الخشبية على  سطح المركب و يحتضن صورة محبوبته الراحلة
"ماري " التي أشتاق لها كثيرًا فمنذ وفاتها وهو فقد شغف الحياه وزهد في كل مُتعها وأكتفى فقط بالعيش من أجل أن يمجد ذكراها بداخله قطع سيل أفكاره حركة غريبة داخل مركبه ليدس الصورة بجيب بنطاله وينهض ليتفقد الأمر وهو يظن أن خادمه قد عاد ولكنه تفاجئ باثنان ملثمين يعتلوا سطح مركبه ويقتربوا منه بحرس شديد لتحتد نظرات "روبرتو " ويخرج سلاحه  من خلف ظهره الذي لم يفارقه يومًا منذ ما حدث ويشهره بوجههم ليصيح أحدهم بفحيح شيطاني وهو يقترب خطوة للأمام :
- أخيرًا تمكنا من العثور عليك سيد "فليب" وقد حان الوقت لتدفع ثمن كل جرائمك الشنعاء بحق منظمتنا

ليجيبه "روبرتو "  بنبرة صارمة وبثبات ووقار قاتل دون أن تتأثر به قيد أنملة :
- جرائم شنعاء ليس بمصطلح سليم أيها الوغد فما فعلته كان الصواب بعينه  وطالما طمحت بالقضاء على أمثالكم بكل بقاع الأرض

ليقهق الآخر ويقول ساخرًا وهو يقترب منه أكثر :
- حسنًا دعنا نمهلك تلك الفرصة العظيمة  للقضاء علينا كم أتشوق للموت على يديك أيها العجوز الخرف

ليطلق" روبرتو "طلقة من مسدسه ما أن رأه يقترب أكثر  كي تمنعه وتستقر بساقه ليأن بألم ويرتمي على الأرض  بينما باغته الأول  بلكمة قوية تفاداها هو بأحترافية شديدة ليستغل الآخر الهائه ويركل بساقه السليمة  يديه التي تحمل  سلاحه ليسقط منها على أرضية سطح المركب ويتناوله الأول بسرعة بديهية  مما جعل "روبرتو" يتراجع إلى الخلف عدة خطوات وهو يستعد لمَ سيحدث فربما قد حان وقت الرحيل  للأبد، ليبتسم أحدهم بخبث  تحت قناع وجهه بعدما رأى تراجعه ونظرات الخوف التي تملكت منه أخيرًا ليركله ركلة آخرى ولكن تلك المرة بمعدته مما جعله يسقط بإنهزام ويأن من الألم  فهو ليست لديه القدرة على المعافرة أكثر بحكم تقدم سنه  ليعاجله أحدهم بلكمة قوية تبعها لكمة آخرى دون أي مقاومة منه وكأنه أستسلم  لفكرة الموت اليوم واللحاق بمحبوبته
ليقهقهو الاثنان عليه هازئين من قلة حيلته  ويشهر أحدهم سلاحه برأس "روبرتو " ليغمض هو عينه ويرحب بالموت عندما استمع لشد أجزاء السلاح فهل ياترى  سيصبح ذلك مصيره المحتوم آم  سيكون للقدر رأي آخر ......
نعم سيكون للقدر رأي أخر فطالما كان الله حليم رؤف بعباده وساق اليه ذلك الهائم بلا مأوى سوى مركبه الصغير ،  فقد تفاجئ  "روبرتو " عندما فتح عينه  بظهوره خلفهم بحرص تام و هو يأشر له بسبابته على فمه  أن يصمت و لا يلفت الأنظار له ليتقدم ببطء شديد  وهو يحمل بيده أحد العدد الحديدية  الطويلة   الخاصة بصيانة المركب ودون أي مقدمات كان يضرب يد ذلك الملثم ليسقط منه السلاح ولم يعطيه وقت للتفاجئ  فقد باغته بعدة  ضربات قوية على كافة أنحاء جسده    جعلته يتراجع للخلف  ويختل توازنه ويسقط في المياه  ، وما أن التفت للآخر الذي صوب "روبرتو" على ساقه سابقًا ، فقد كان يشهر سلاحه بوجهه  وهو يقف بميل غير قادر على الأرتكاز على ساقه المصابة   ليبتلع "يوسف" ريقه ببطء شديد ويرمي تلك القطعة الحديدية من يده ويرفع يده باستسلام وهو يجثو بلأرض مدعي المسالمة والخنوع وما أن كاد يبتسم الملثم بأنتصار باغته" يوسف" بذكاء  بركلة قوية بساقه المصابة جعلته يصرخ من الألم تبعها ضربة  رأس  بمعدته أسقطتته  أرضًا  تزامنًا مع قبضه على ذراعه المحملة بالسلاح ورفعها لأعلى وهو يضغط بكل قوته على أصبع ذلك الملثم لكي يفرغ خزينة سلاحه لتنطلق عدة طلقات عشوائية  بالهواء نتيجة تسارعهم المستميت ومعافرة "يوسف" للاستحواذ عليه ومع آخر طلقة من السلاح كان يضربه ضربة رأس قوية  شوشت رؤيته ليعاجعله "يوسف" بآخرى ثم آخرى ثم نهض و أصتحبهم بركلة قوية بصدره جعلته يبصق دمً ويشعر بإنهاك شديد ليركله" يوسف" ركلة أخيرة بمعدته جعلته يتلوى من شدة الألم  ويجر به من ملابسه ويلقي به من على سطح المركب ليسقط في مياه البحر
  ليجلس "يوسف " على ركبتيه بتعب  وبأنفاس متسارعة  ويمسح  الدم المتساقط من  فمه بظهر يده وهو يشعر بوخز قوي بصدره وما أن تتحسس ضمادته وجدها غارقة بدمائه ليهرول "روبرتو"  اليه الذي كان مشدوهًا من كل ما حدث ومن عودة" يوسف" وأنقاذه له  ليسنده وينهضه ويتوجه به إلى تلك الغرفة الصغيرة والفراش الضيق داخل المركب تزامنًا مع وصول الخادم بعدما قام بشراء كل ما سيلزمهم ليتفاجئ بالفوضى وسيده يسند "يوسف "  ليصيح "روبرتو" ما أن رأه  :
- أنطلق بنا" زيرف "  يجب أن نغادر بأسرع وقت  فقد كشف أمرنا
لينصاع له الخادم ويشعل محرك المركب وينطلقوا إلى عرض البحر مرة آخرى
-------------------
بعد عدة ساعات كان مستلقي على الفراش يرمش بعينه يحاول أن يستعيد وعيه ليجد يد حنونة تربت على يده ليتمتم بجزع بلغته الأم وهو ينتفض :
- أيه اللي حصل ..... ؟؟

تيراميسوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن