الفصل الثامن

2K 109 39
                                    


أراد لو ينزع قلبه من بين ضلوعه ويقذفه بعيد عنه ويتبرأ منه لكن مهلًا أيها القلب فذلك المقيت زوجها على أي حال ولا  فائدة لثورتك فهى لا تعترف بحق نبضك من الأساس
جمع كل ألامه في حمحمة خفيضة وكأنه ينازع الموت من أجلها لتنتفض بقوة وتصرخ مستغيثة بأسمه وهى تدفع "علاء" عنها بكل ما أوتيت من قوة :

- "إسماعيل "......

حانت منه بسمة هازئة متألمة فهو لأول يستمع لأسمه منها ولكن لم يتفهم أنها كانت تستنجد به بل ظن أنها تفاجأت به وغضبت لمقاطعتهم 

تراجع " علاء " خطوتين وقال بنبرة خبيثة ليغيظ الآخر فهو يعلم أنه طلب يدها سابقًا وهى رفضته  ،  ليبتعد عنها ويعدل هندام ملابسه التي تبعثرت بسبب أمتناعها ودفاعها المستميت  :
- كل الفرهدة دي علشان وحشتك يا بت

شهقت "حلا" بقوة وتساقطت دمعاتها وهى تعدل من حجاب رأسها تدخل خصلاتها التي تمردت من تحته وهمهمت بنبرة باكية مستنكرة :
- أنت بتقول أيه أسكت

بينما هو أبتسم بوقاحة وقال وهوويضع يده على كتفها بتملك أمام نظرات "إسماعيل"  الذي يقسم أنه على وشك الانصهار من شدة النار المستعرة التي أشتعلت بداخله وتكاد تتأكله:

- يابت متتكسفيش  دة "إسماعيل" مننا وعلينا

نفضت "حلا" يده  وأندفعت نحو الدرج تتسابق مع درجات السلم لتوصل أسرع إلى شقتها وهى تبكي 
تعلقت نظراتهم معًا على أثارها فكانت  نظرات  أحدهم متخازلة والأخري نظرات خبيثة متشفية
ليهتف "علاء " قبل أن يغادر
تارك الآخر مشدوه :
-  متأخذنيش يا "إسماعيل " ما أنت راجل وفاهم أمور الحريم وطلباتها الغريبة

هل سمعتم من قبل عن الكلمات الطاعنة التي تنتشل روح الأنسان من جسده لتتفنن بتعذيبها وتجعل روحه تأن طالبة الزوال تلك كانت تأثير كلمات ذلك المقيت عليه ، فظل مشدوه  يجز على نواجزه بغضب عارم وهو يستمع له ويعجز عن الرد وكأنه فقد النطق لتوه  من وقاحته وحديثه الذي لا يمت للرجولة بشيء 
لينظر إلى أثره   بأنفاس غاضبة بالكاد يتحكم بها و يتحايل على جسده أن يطيعه ويصحب روحه المعذبة الى شقته بخطوات متخاذلة وكأنه كهل ويحمل هموم العالم على عاتقه
-----------------
في صباح يوم جديد
أستيقظت هى بنشاط للذهاب للعمل فهى منذ أن تركها بلأمس تبتسم  دون داعي  حين تتذكر مصارحته لها والوعد الذي قطعه على نفسه ، لا تعلم كيف تسلل لقلبها بذلك الوقت القليل ولكن ما تعلمه أنه أحتل حصونها و أنها ستناضل لتكون معه
تريد أن تخبره كل شيء ولكنها متخوفة من رد فعله وخاصةً  أنها ورطته بعالمها الذي بعيد كل البعد عن طبيعته حياته المسالمةولكنها أقنعت ذاتها أنها ربما تخبره عندما تتوطد علاقتهم أكثر وتتأكد أنه لن يتركها مما حدث وحينها من المؤكد أنه سيغفر لها أي شيء ويتقبل ترك البلد معها ، أغمضت عيناها بقوة وظلت تمني نفسها  أن كل شيء سيمر بسلام و أن "وليد" لم يتمكن من العثور عليها قبل أن تتواصل مع" يعقوب "و تطلب منه المساعدة  فهو الوحيد الذي  يتفهمها وسيقدر مشاعرها ورغبتها بالأبتعاد نفضت أفكارها سريعًا و
وقفت تسترق السمع لخطواته
أعلى الدرج ببسمة واسعة ثم فتحت بابها لتقف أمامه تطالعه بعيون لامعه من هيأته الجذابة والعصرية دائمًا أثناء نزوله فكان يرتدي بنطال من خامة الجينز الأسود وفوقه تيشرت أبيض ضيق يبرز عضلات معدته الرائعة  و يعتليه  سترة عصرية مفتوحة ، آما عن خصلاته فكانت لامعة بشدة ومتناثرة على جبهته مما جعل عيناه الناعسة تبدو بجاذبية مهلكة   ، قطمت طرف شفاهها وأطرقت رأسها وهمست بصوت خفيض للغاية لنفسها :

تيراميسوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن