(ضِماد بشري) Part 11

1.1K 53 16
                                    

قراءة ممتعة اصدقائي🌷
.
.
.

في المساء عاد براء الى المنزل و يتملكه خليط من الغضب والحزن رمى نفسه على الاريكة واخذ يشرد بما حدث قلبه يتآكل ويتمزق من الداخل كيف أخاه الوحيد يفعل ذلك به؟ كيف تغير ؟ لماذا يكذب؟ كل هذه الأسئلة كانت تجتاح رأسه واحده تلو الأخرى.

امسك رأسه من شدة التفكير وفركه بقوة ليستمع الى اغلاق الباب رفع رأسه نحو الباب رأى زياد داخلاً وينظر اليه بصمت قاتل ثم اشاح بنظره و توجه نحو المطبخ ليحضر قنينه ماء كل ذلك تحت نظرات براء الحادة وبينما كان متوجهاً نحو غرفته وهو يشرب الماء صرخ براء بغضب " هل تنوي الهروب دون مواجهة؟ " تحدث بها حتى دوى صوته ارجاء البيت بسبب برودة اخاه وكأنه لم يفعل شيء.

اغلق زياد قنينة الماء " ماذا تريدني ان اقول لقد اخبرتك لا احد يعلم بأن اخي نجاراً و انا هناك منصبي عالي والجميع يحترمني لا اريد شيء يؤثر في عملي " قالها وهو يتقدم نحو براء بثقة .

اغمض براء عيناه وزفر الهواء بنفاذ صبر" هل تستعير من وظيفتي ؟ هل تخجل من اخاك الوحيد؟ هل تدرك ماذا تقول؟ " صرخ براء بها بغضب بعد ان تقدم و امسك زياد من قميصه وشدهُ اليه.

دفع زياد براء بقوة ورمى قنينة الماء التي بيده بعنف على الارض"اجل اجل انا اخجل هل تعلم من هم اصدقائي؟ انهم النخبة بالجامعة بذكاء وثراء هل تريدني ان اخبرهم انني كنت طفلاً متشرداً وهناك من اشفق علينا و ان اخي يعمل نجاراً لكي اعيش واتعلم " صرخ بها زياد بغضب شديد ثم اكمل "انا كنت اتمنى حياة غير تلك لكن اعلم انك لا تستطيع توفيرها لي لهذا انا الذي سوف اوفرها لنفسي واصنع حياتي المرفهه " قالها بعد ان رفع سبابته في وجهه براء الذي كان واقفاً متصنماً و مصدومً من حديث اخاه.

"انظر الغرفة التي تمنيت ان املك نصفها متى حصلت عليها بعد عناء كنت اذهب الى اصدقائي للمذاكرة و كنت احسدهم على الغرف الفاخرة وكنت اخجل من ان اجلبهم الى هذه الشقة الفارغة " قالها زياد بعد ان اشارا الى غرفته وارجاء البيت بأشمأزاز ثم تنهد ومسح وجهه بكف يده بعد ان اكمل كلامه .

نظر براء نحو اخاه بصدمه وذهول لا يصدق ما تفوه به حتى انه لم يستطيع ان يقول اي كلمه من هول ما تحدث به زياد لكنه استعاده وعيه وتركيزة واقترب منه ودفعه ليسقط على الاريكه " هذه الحياة غيرك يتمناها لولا العم قاسم لما كان لديك بيت يأويك لولا وظيفتي الحقيرة كما تدعوها لما كنت تنام الليالي ومعدتك ممتلئه وهناك غطاء يُدفئك من قساوة البرد ايها الجاحد انظر حولك هذه حياتك لن تنسلخ منك ابداً مثل انسلاخ الحيه لجلدها لكن ان استطعت حاول انا لا امنعك تذكر ذلك زياد البادري "قالها براء بصراخ وهو يرفع سبابته في وجهه زياد ثم اخد معطفه وهاتفه وخرج مسرعاً من المنزل بعد ان صفع الباب خلفه بقوة فهو لن يستطيع ان يظل الليلة مع زياد حتى لا يفعل به شيء يندم عليه فقد اغضبه كثيراًو افقده اعصابة لدرجة لم يتصورها .

دائماً أخوة (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن