( حقيقة ام كابوس )Part 1

7.7K 145 45
                                    


مرحباً قراءة ممتعة لكم 😘
.
.
.
.

هناك بجانب المدفئة الباردة بسبب انطفاء نارها منذ البارحة يجلس الطفل ذو الاثنى عشر ربيعاً متكئً على رُكبتيه يُجهش في البكاء بحرقة شديدة وبجانبه أخاه ذو الثمان اعوام الذي استيقظ من نومه ممسكً ويشد طرف بنطال اخيه الأكبر قلقاً وخائفاً و يتفاقد الاشخاص حوله ليهمس بخوف وبراءة "اخي لماذا تبكي؟ و متى سيعودان أبي و أمي ؟منذُ البارحة لم يحضرا لقد تناولنا العشاء والافطار والغذاء لوحدنا".

اُجهش الأخ الاكبر اكثر في البكاء بسبب حديث أخاه البريء و العفوي " سيدي لقد جاء الاسعاف لأخذ المتوفيان الى المقبرة لدفن " قالها احد رجال الشرطة المنتشرين في المنزل .

"حسناً دعهم يدخلون " تحدث بها المحقق بعد ان هز رأسه بإيجابية.

" لكن سيدي ماذا سنفعل بالطفلين؟ لقد بحثنا عن اقارب لهما لكن لا يوجد احد غير عمهم في أوروبا ولكنه اغلق الهاتف في وجهنا" تسأل الشرطي بعد ان تقدم نحو المحقق.

" تباً اي عائلة هذه حسناً دعوهما الليلة هنا وغداً ستأتي شرطة الأحداث اما يأخذوهما الى مصلحة حكومية او دار ايتام او يأخذوهما الى عائلات لتبني" قالها المحقق بشفقة وهو ينظر الى الطفلان.

توقف الطفل الأكبر عن البكاء متفاجئاً بعد ان استمع الى حديثهما رفع رأسه و نظر نحوهما بملامح مصدومة ثم  نهض على رجليه بعد ان رأى الاسعاف يأخذون جنازة والديه و ركض خلفهم مسرعاً الى الخارج بصمت وكان أخيه يركض خلفة بخوف و بينما كان ينظر نحو السيارة التي بها الجنازة .

"سيدي لا استطيع ترك طفلين هنا في المنزل اكثر انا احتاج الى مصدر دخل " قالها الرجل العجوز صاحب المنزل بعدم اكتراث لمشاعر الطفلين مما جعل الطفل ينظر اليه بخذلان فقد كان يعاملهما بود عندما كان ابويه على قيد الحياة .

نظر اليه المحقق باشمئزاز " فقط الليلة لا تقلق " قالها وهو ينظر لطفلين.

" حسناً سأنتظر انني اشفق عليهما لكن ما بيدي حيله احتاج إيجار المنزل لكي أعيش فأنا رجل عجوز و لدي اطفال يجب اطعامهم " قالها الرجل العجوز صاحب المنزل .

نظر المحقق الى السقف وتنهد بقلة صبر " حسناً تباً ما هذا الذي وقعت به؟ عائلة لا تبالي و جارً طماع لا يهتم وطفلين لا يفقهان شيء " قالها وهو يتوجه نحو السيارة .

غادر رجال الشرطة و معهما الطفلين الى موقع قبر والديهم بعد ان تم دفن المتوفيين  اوصلوهما الى المنزل وطلبوا منهما البقاء في المنزل حتى الصباح ليأتوا بأخذهم صباحاً أومئ لهم الطفل الأكبر الذي اسمه براء ثم غادروا .

دخل الطفل مسرعاً الى المنزل و أخذ يبحث عن الأشياء الضرورية التي يحتاجها وجمعها في حقيبة واخذ بعض الملابس له ولأخاه ثم حضر العشاء لأخيه بينما كانوا يتناولون العشاء تقدم براء و جلس أمام أخاه و أمسك كتفيه و نظر له في بعمق وجدية " اسمعني زياد غداً صباحاً سوف نغادر المنزل فوراً دون أن نخبر احداً " تحدث براء وهو ينظر بعين اخاه .

دائماً أخوة (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن