| 11 |

151 10 13
                                    

**هيـه مينا،
أتذكرُ حينَ كنا نجلسُ مَعاً عندَ النهر ومنحتَني أول قبلَة مَن شفتيك، مشاعَري حينَها لا زالَت نفسها في كل مرة تقبليني حتى الآن. ***

ينامُ بينَ ذراعيها على سريرهما، يَضع رأسه في عنَقها،ودموعه لا تكفّ عن الأنهيار، كانَت تلكَ الليلة طويلة بشكلٍ لا يصدّق، يعانَقها ويتشبث بَها كمَا لو كانَت طوق نجاتَه ويتمتم بكلماتٍ لا تفهم بعضَها.

"هلا تركتَ معانَقتي وشرَحتَ لي ماذا يحصل؟".
كانَت تحاوَل أبعادَه والنظر في وجهه، لكنه أمسكَ بشكل أقوى مخفياً وجهه الباكي في عنَقها، وأباحَ:

"لا تتركيني، تحمليني لفترة فقَط حتى أموت".

أستغربَت كلامَه وعقدت حاجبيها بعدَم راحَة لما يقوله.
"لماذا تقول هذا؟ ".
كانَت تشعر بوجَع في قلبَها مَن مجرد كلامَه، وهوَ لَم يرد، بقيَ ساكناً في أحضانَها.

كانَت رائحتَه مليئَة بالكحول، وفسرَت أن كلماتَه بسبب ثمالتَه.
" كَم شرَبت؟ ".

لَم يجبها، بقيَ صامَتاً، وطالَ السكوت حتى خَلدا كليهما إلى النوم.

وبعدَ أن أنتهى بمِا فاضَ من عينيه من الحزنَ بدَأت الكوابيس تلاحقهُ وهو نائم ، يَرى والدهُ يضربهُ بقسوة يولّد علامات تأبى الرحيل، مجرّد ذكريات من الماضي.

"أبي، توقف"..

كانَ يتوسّل والدهُ خلالَ منامَه أن لا يضربهُ لكنّ توسلاته لم تزِد الظالم عدا غيضاً ، وصار يسمَع صوتها:
"جونغكوك أستَيقظ...
أنت هنا معي، أستيقظ".

يعقد حاجَبيه ويفتَح مقلتيه بهدوء مغادراً كابوسَه ويراها ، كانَ لا زالَ عالقاً بين الواقع والكابوس، فلا يشهَد نفسه سوى أنه بمَنزل والدَه الذي يضربَه، فينهَض ويجر مينا نحوَ صدرَه.
"لا، لَن أتركه يؤذيكِ".

تفلَت هيَ العناق وتحاوَط وجهه بيديها.
" أنتَ ثمل جداً ولستَ بوعيَك، فلتَنهض وتستحم كي تنام مرتاحاً".

أمسكَت بيدَه تقودَه بعيداً عن السرير نحوَ الحمام، وهوَ يتركَها تأخذَه حيث تشاء وكأنه بلا حول ولا قوة، تدخله إلى الحمام وتفتح لَه ماءَ الدش وتخبرَه:
" خذ حماماً، ثم عد للنوم".

كانَت ستخرَج تاركةً أياه ولكنه عانَقها منَ الخلف على حين غرة موقفاً أياها.

أرتبكَت هيَ وأضطربَت أنفاسها، وأثارَت لمساتَه فيها خوفاً، وشعرَت برعشَة في بدنَها، خافَت أنه سيرغَب بملامَستها.

"أنهي حمامَك بسرعَة، حسناً؟".
حدثته بطريقَة مموهَة بينَما تبعد يديه عنها وخرَجت من الحمام على الفور مغلقة الباب خلفَها وتحاوَل تنظيم أنفاسَها.

تَذهَب هيَ وتجلَس على السرير، تنتظرَه وتهدئ نفسَها، فسمَعت صوت نحيبَه المنخفض داخَل الحمام، كانَ هوَ الآخَر بحالة ضعيفة أيضاً.

الدَخِيلْ ؛ جِ'جُ'ك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن