| 5 |

229 15 9
                                    

' هيـه مينا...
رغمَ كل الكوابيس التي كنتُ أقاسيها وكانَت تفتَك بعقلي، كانَ ترككِ أياي هوَ أسوَأها، لا يمكنني أن أكونَ أنساناً حياً طبيعياً بدونك ****

كانَ جونغكوك يجلَس على الأريكَة، يهز قدمَه بقوة ويشابَك كفيه، كانَ ينتظرُ مَجيء مينا، أتصلَ بَها أكثَر مَن عشر مرات ولَم تجب.

كانَ يفكر فيما لَو أنها أتخذَت قرارَها ولا تنوي العودَة إليه، ولا ترى في نَفسها داعٍ أن تَبقى معَه في هذا الزواج الذي لَم تبتغيه أصلاً.

هطلَت دمعَة وحيدَة على خدّه بعدَ هذا التفكير، ماذا لو انّها لَم تأتِ.

ثمّ سمعَ صوت الباب يُفتَح، مسحَ خده على الفور ونهضَ فوراً نحوَ الباب، فوجدَها تَدخل بهدوء وتغلق الباب خلفَها، ثم ألتقَت أعينَهما بعدَ ذلك.

يصرخُ هوَ بأستياء :
" أينَ كنتِ ، أتصلتُ بكِ ولم تجيبي ، لماذا ؟ كيفَ لي أن لا أعرَف أينَ خرَجت زوجتي " .

أجابته هي ببرودٍ بينَما تسير نحوَه وتخلَع معطَفها :
" هاتفي كان صامتاً " .
وضعَ يديه في جيوب بنطالهِ وتذمّر :
" كالعادة ، لمَ تحملين هاتفاً وهو صامت دائماً ؟ " .

أخرستهُ بعناقها المفاجئ ، كانَ مصدوماً لوهلَة من تلك التي وضعَت رَأسها على صدرَه وحاوَطت جسده بذراعيها، وهذا الفعل المفاجئ أثارَ قلقه.
" أأنتِ بخير حبيبتي؟".

كانَت تشد العناق، وهوَ وضعَ يديه حولَها أيضاً.
" منَ الجيّد أنّي جيون مينا الآن ، منَ الجيّد أنّك عائلتي".
شَدّ هوَ العناق أكثر وفهمَها بتلكَ الكلمات:
" هل كنتِ عند والدك؟".

تنهدتَ هي دون أجابة ، هيَ تريد أن تنسى عوضاً أن تشتكي وتبكي.
" أشعرُ بالنعاس، خذني إلى السَرير ".
أبتسمَ هو على طبيعتها الكسولة تلك وأردف :
" بالطبعِ أنت كذلك ، أيتها الأميرة النائمة ".

أنحنى يضعُ ذراعاً أسفلَ ركبتيها وأخرى أسفل ظهرها يحملها بين ذراعيه، فيما هيَ أغلقت عينيها مستسلمةً للنوم قبل أن تصل حتّى ويديها تحيط بعنَقه.

كانَ يتَأمَلها طوالَ طريقَه نحوَ السرير، دفعَ باب الغرفة بقدمَه ودخلا، وَضعها على السرير فيما هوَ أستلقى بقربها على جنبه ويستندُ على مرفقه.

ينظرُ لها كأنَها أجمَل أمرأة في الكون، ربما تبدو عادية للآخرين، لكنه لا يستَطيع أن يَرى مَن هيَ أجمَل منها.

فتَحت عينيها ترمقهُ يتأملها ، فرفَعت يدَها تحيطُ عنقه من الخلف وقرّبته لها لتَضع قبلة صغيرة على شفتيه ثمّ همست :
" أحبّك " .

كانَ قلبهُ ينبض أسرع وأعلى باتَ كالطبل، أضافة إلى الحرارة التي شعرَ بها تسري في جسده ، لكنّه عقدَ حاجبيه مستغرباً :
" أأنتِ ثملة؟ هَل شرَبتِ في طريقكِ إلى هنا؟ لمَ أنتِ عاطفيّة فَجأة ؟".

الدَخِيلْ ؛ جِ'جُ'ك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن