| 28 |

39 4 0
                                    

*هيـه، مينَا....
لقَد غرزتُ أنيابي في جروحكِ التي أشتكيتِ لي مَنها، أنا مجرد وحش، ماذا توقعتِ من وحشٍ مثلي؟
أن يشفي جروحَك؟ أن ينبتُ زهوراً فوق ندوبَك؟أن أضع النجوم فوقَها؟
أنا وحشٌ ... أنا سأجعلكِ تنزفين ***

كانَت بحالَة هلَع ومرتبَكة، لَم تنظر لَه منذ أول صفعَة، رغمَ أنه لَم يتوقف عَن ضربَها، كانَت تسأل نفسَها في تلك اللحظة... أهذا جونغكوك أم والدَها؟ أتخلط بينَ الواقع والخيال مجدداً؟.

صارَت تبكي بعدَم سيطرَة، وعقلَها مشوش تماماً بأوهامَها، حتى أنحنَى هوَ وجذبَ شعرَها بقوة يصرَخ :
" مَتى؟ متى فعلتِ هذا بها؟ متى أخلفتِ بوعدكِ وقتلتيها".

كانَ يقبض على شعرَها بشكلٍ مؤلَم، لكنّها لَم تصدر أية مقاوَمة، كانَت مصدومة فَحسب، تَخشى النظر إليه، وبَدأت بلومِ نفسَها فوراً لأنها سامَحته بعدَ فعلتهِ الأخيرة، تخبرُ نفسَها أنه يعيد تمثيل كلّ ماضيها بَها.

بكَت هيَ بعدَم سيطرَة على نفسَها وأمسكَت بيدَه تفلته عن شعرَها وتحدَثت بلا وعي بنبرَة مخنوقَة:
"أبي توقف".

لَم تفهَم لِمَ نادَته هكذا، كانَ لاشعورياً، لكنه افلتَ شعرَها حينَ نادَته هكذا.

أبتعدَت تزحَف للخلف فوراً ما أن تركَها بينَما تتحدَث لنَفسها بخوف :
"جمَيعكَم نفس الشيء...".
نهضَت بتعبٍ ولَم تنظر لَه مطلقاً وكل شيء فيها يرتجَف.
"أنتَ تفقدني عقلي تماماً، مَن أنت؟ أانتَ من أغتصبني، أم أبي الذي يضربني، أم جونغكوك؟ مَن أنت؟".

أمسَكَت رأسَها بألمٍ وهيَ تترنح نحوَ غرفتَهما.
"أنتَ جميعهم... أنت رجل بالنهاية... مجرد رجل "

أقتربَ هوَ منها يمسك بَها.
"مينا...".

فأفلتته فوراً مبتعدَة ولَم تنظر لوجهه أبداً مَن خوفَها، وتحدَثت بنبرة مرتجفة:
" توقف... توقف أرجوك... لا تلمسني، لا تضربني، سأفعل ما تريد، توقف.... أعلَم أنه ذنبي، ذنبي أنا مجدداً ".

بعدَ أن صارت قريبَة من الغرفَة، دخَلت على الفور وأقفلَت على نفسها، كانَت خائفة أن يلحَقها، وهاهوَ يلحَقها بالفعل، يطرقُ عليها الباب.
"مينا، أفتحِ الباب اللعين وأجيبي سؤالي "

يغمرَها الهلَع والخوف يحتل قلبَها، وَ وساوس تخبَرها : " سيعاقبَكِ".
تغلقُ أذَنيها عما يصرخُ به عقلَها من أوهام بسبب الهلع وتهدأ ذاتَها مخبرة :
" لَن يفعلِ لكِ شيء، أنه جونغكوك، لَن يفعل شيء".

كانَ طرقهِ وصراخهِ مستمرّ، وصياحَ هلعها أقوى وهوَ يخبرها :" نعم أنه جونغكوك، لقَد أغتصبكِ وضربَك، والآن هوَ يظنّ بأنكِ قتلتِ طفلتَه لذا سينتقم منكِ كالعادة ".

بحَثت عن دوائها في خزانَتها، هيَ تعلَم بأن هلعَها هو من سيقتلها وليسَ هو، ولكنّ الهلَع يسرق كامل وعيَك ويخضعَك لسلبيتهِ فحسب، تأخذ حبوبَها بيدَها بصعوبة وتضعه في فمَها كي تشرَب الماء.

الدَخِيلْ ؛ جِ'جُ'ك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن