الاقتباس:<<<غامض لدرجة مخيفة....عفيفة لدرجة بريئة ...لا تلتقي طرقهما....و لا يختلط هوائهما>>........................................
مرت ثلاث أشهر، ثلاث أشهر منذ إنتقال العائلة إلى إسطنبول المزدحمة و الباردة. بعيدا عن تراب و هواء الأرض التي كانوا يحبونها و يعشقونها مثل أمهاتهم.
لم يتصل بهم أحد من ماردين، من المؤكد أن جدها منعهم، فقد كان غاضبا جدا لقرار والدها المفاجئ بالرحيل.
صدمة للجميع، حتى هي.
و كما يقول جدها دائما ' لا يعيش فرد من شاد اوغلوا بعيدا عن عشيرته!. الكل تحت سقف واحد، يأكلوا و يشربوا على سفرة واحدة '، جدها شخص متعلق بالعادات و التقاليد بشكل كبير، ففي النهاية هو واحد من كبار ماردين الموقرين.
والدها كان الوحيد الذي عاش ببيت منفصل مع أمها عن القصر لسبب لم يفصح عنه أبدا رغم شجاراته المتواصلة مع جدها.
أحيانا تقسم أنها ترى الندم في عيون والدها على قراره مما يؤلم و يحرق روحها. لم يكن خطأه لقد كان حادث...حادث مريع.
ليس له أي دخل به. والدها بريء و معصوم عن أحداث ذلك اليوم لكنه يجلد نفسه كل دقيقة. خاصة بعد ما حدث معها .
لم تفهم سبب رحيلهم المفاجئ كانت حالتها قد تحسنت و تماثلت للشفاء، لم ترد يوما الرحيل وترك تلك الشوارع و الأزقة التي سكنت جدرانها و طرقاتها ذكريات طفولتها البريئة و الجميلة حتى و إن شابتها بعض من الدموع و القهر.
و ما ألمها أكثر، هو عدم قدرتها على زيارة قبر والدتها بعد الآن، فلن تستطيع الذهاب يوم الجمعة و قراءة الفاتحة على روحها، من سيهتم بالزهور المزروعة على قبرها؟...من سينضف شاهدها؟.
من سيحي ذكراها و يؤنسها في وحدتها؟...مع من ستتكلم بأمور البنت و الأم ؟.
خانتها دموعها مجددا، رغم أنها أقسمت ألا تحرق روح والدتها. إلا أن قلبها مازال يعتصر ألما على رحيلها القاسي الذي ضربها دون رحمة.
كانت تائه في أفكارها فلم تنتبه إلى ماء الشاي الذي فاض و حرق يدها، لتطلق شهقة عالية تنتشل يدها بسرعة تضمها لصدرها و تلعن غبائها، فتحت صنبور المياه ووضعت يدها المحترقة تحت المياه الباردة، لعلها تطفئ نار قلبها أيضا.
ثم أخرجت منشفة نظيفة و لفت يدها بها لتفتح الثلاجة و تمسك علبة الطماطم المصبرة من الثلاجة، تدهن القليل على حرقها، سيساعد على شفائها بسرعة.
نظرت إلى ساعة الحائط، كاد والدها أن يستيقظ للذهاب إلى العمل و عليها إيقاظ كسولة الكسولات تلك. عقدت المنشفة جيدا حول يدها و بدأت في تحضير السفرة.🌹🌵🌹🌵🌹🌵🌹🌵🌹🌵🌹🌵🌹🌵🌹
" هيا يا كسولة انهضي!!! " قالت ريان و هي تشد الغطاء عن جول.
" إنهضي ستتأخري عن المدرسة هيا!! ". لتشده هي الأخرى و تغطي رأسها الأشقر الذي تناثرت خصلاته في جميع الأرجاء " لا اريييييد!!!! " يخرج منها صوت ضعيف يكسوه النوم، إبتسمت ريان على حال هذه المشاغبة الصغيرة.
فكرت قليلا ثم قالت و الإبتسامة تعلو وجهها " إذن لمن سأعطي البالون الأحمر في المساء؟ ". ثم إستدارت بسرعة لتفتح الكسولة عيونها الخرزية بتوسع، و تقفز فوق السرير تعانق ريان من الخلف.
" صباح الخير يا أختي الجميلة! سأستعد بسرعة و أفطر! ".
لتعانقها ريان بقوة و تأخذ قضمة من خدها " لآكل أنا هذه الخدود الناعسة!، صباح الخير يا كسولة. لا تستيقظين إلا بالرشوة؟...أليس كذلك جول هانم؟ ".
أنت تقرأ
أسيرها
Romantikحجر لا يلين...جبل لا يتحرك...دم لا يختلط...و لا شروق من الغرب. إلا باثنين: معجزته و قيامتها. هي كانت معجزته و خلاصه...و هو كان قيامتها و هلاكها. رجل عاش حياته كلها يتنفس الغضب و الكره...لصبح جزءا لا يتجزأ من الظلام...أدار ظهره عن الرحمة. فتاة تعذبت...