19: قربان

2.6K 88 62
                                    

الاقتباس:

<<< و انا على فراش الموت سمعت صوت الأموات ينتحبون...و رأيت ظل النار و شممت رائحة الورد...لم أعرف من انا و لم أشعر بروحي و هي تطوف...فأين انا يا امي؟  >>>

..........................................

بين طيات الظلام و سحر شذى العصافير. تحت سماء زادت و توسعت ببريق اخاذ، و جمي...
...فالتتوقف عن هذا الهراء!!!. حبا بالله. كل هذا لا يهم اليوم  لا اي يوم...
لانها محشورة فعليا بين الليل و النهار، الجيد و السيئ، الطيب و الشرير.
بين ازاد و ميران.

استيقظت في الصباح بصداع يقسم رأسها إلى عشرين فص، لا تتذكر كيف نامت أو أحداث الليلة السابقة. جول ذهبت إلى المدرسة بدونها، و تشعر بالخجل من عدم قدرتها على الاهتمام باختها تحت ظل كل هذا.
لتجد ابن عمها يقف أمامها في غرفة الجلوس. الصدمة كادت تفقدعا وعيها.
لم تتوقع أن تستيقظ و تجد هنا...و ان نظرت لماضيها من جهة، فهي لم تتوقع الكثير من الأشياء في حياتها. و انظروا إلى أين اوصلها ذلك.

لم تستطع التنفس الا عندما قال انه لوحده، الرعب من وجود جدها يقتلها، ثم كتمته مجددا بحضن كاد يكسر ضلوعها.
أخيها ازاد...ظهرها و سندها. منقذها و منتقمها...
ملاكها الحارس الذي خرج من ظلام تلافي و جدها.
هنا معها في البيت...مع ميران.

تحركت قليلا في مكانها لا تشعر بالارتياح، لا تستطيع الالتفات إلى يمينها بسبب ازاد، و لا يسارها بسبب ميران. رقبتها تشنجت من النظر الى الزاوية.

كانت جالسة بجانب ازاد تتبادل معه بضع الكلمات التي خرجت من كلاهما بصعوبة، لتشعر فجأة بضيق من جانبها الآخر عندما جلس ميران بجانبها...
الاحمق الكبير.
و الآن التوتر الذي حشرت فيه كثيف و يخنق، تستطيع الشعور بغضب و حدة كلا الرجلين من الجانبين، سيحدث شيئ ما في اي لحظة.
لهذا قررت تخفيف التوتر، و وضع مسند في حالة وقوع أحدهم على الآخر...فعليا.
" اخي ازاد، هل انت بخير؟...اعني وجهك...انه متورم و احمر ".
في البداية لم تنتبه إلى وجهه المتورم، لكن عندما ازيلت الغشاوة عن عينيها رأت الفضاعة التي تعرض لها وجهه المسكين.
لمس ازاد وجهه بتوتر، و قد احمرت وجنتاه مما زادت من سوء مظهره. نظر إليها داخل عينيها رافض كسر الرابط الذي يوجهه نحوها.
" امممم...انا بخير سلمت. لا يؤلم...لكن لا اشعر بالرضا و دمي بعيد عني ".
شعرت فجأة بحركة ثقيلة من جانبها الآخر، و قد تحرك ميران يستعد لإلقاء كلمته. لكن هزار برق به من مكانه يصمته و يعيده إلى مكانه. و لأن ريان كانت مولية وجهها عنهم فلم ترهم، و لم ترى النظرة التي رمقا بعضهما بها.
حمحمت قليلا تشعر بالغرابة، لتعيد خصلة من شعرها وراء اذنها " التورم جديد و الدماء بازغة، كما ان الكدمات سوداء. هل تشاجرت مع أحد؟ "
ابتسم ازاد على تحليل عبقريته التي لا يخفى عنها شيئ، و ميران أيضا. لاحظ طريقة وصفها مما جعله يدقق في وجه غريمه، و يؤكد لنفسه أنها محقة.
لقد دخل شجار بالفعل، و شجار حاد بالايادي أيضا.

أسيرها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن