الاقتباس :
<<< انني مصاب بحمى التفكير...أفكر في ما حدث و بما سيحدث و ما قد يحدث...أفكر في الأشياء التي لن تحدث و ماذا سيحدث لو حدثت فعلا >>>
دوستوفيسكي...........................................
" لماذا تعيش ابنة اغنى الأغنياء في جحر مثل الفئران هنا؟ ".
إنه يعلم!، لقد عرف كل شيئ!!. يقف أمامها و الشر يتطاير من عينيه، ينتظر إجابة منها.
ماذا تفعل؟ ماذا تقول؟.
تشعر بقطرات العرق الباردة تتبدل الى ساخنة و تنزلق من ضهرها، تاركة أثر بغيض. افخاذها التصقت ببعضها البعض من الحرارة التي لا تعرف مصدرها.لقد حوصرت هذه المرة، هل يعلم بأمرها؟ هل وجد اي شيئ يخصها عن ذلك الموضوع؟.
ألقت بيداها على جانبيها، لا تستطيع فعل أي شيئ بهما، إن حركتهم ستقوم بفعل شيئ غبي بالتأكيد...........................................
أغمض ميران عينيه، يحاول التنفس من أنفه بشكل طبيعي للتخفيف من حدته. لكن الأمر لا ينفع!!!!، تقدم خطوة للأمام يرفع يده المبسوطة لها.
" ريااان...لن اسأل مرة أخرى...تكلمي! ". قال و الكلمات تخرج بصعوبة من بين أسنانه المصكوكة.
لم ينتبه اي منهما أنه ناداها باسمها لأول مرة.لكنها لم تجبه، بل وقفت مثل الخشب تنظر إليه، بملامح فارغة تماما. شد الأحكام على عضلات فكه الحاد يكاد أن يفصله عن وجهه، فيرخيه قليلا و يقول هامسا " ت.ك.ل.مي..".
لم ترد... ليبدأ العد حتى العشرة ببطئ لعلها تستجيب معه...و عندما لم تفعل، اطلق العنان لغضبه متوجه نحو النافذة يمسك بالطاولة المقابلة لها.
لترتفع إلى الهواء قطعة واحدة ثم تنزل إلى الأرض بعدد غير متناهي من الأجزاء التي تبعثرت فوق السجادة الخضراء.
لم تتحرك ريان من مكانها و لم يغفل لها جفن، بل اكتفت بالوقوف و النظر إليه. انه غاضب جدا...بل سينفجر في أي لحظة ليهدر بحممه الحارقة فوق رأسها.
و سبب غضبه ليس عائلتها أو اصلها. بالطبع لم يتوقع هاذا و قد غير مسار خططه مجددا!!!.
لكن صمتها و عدم اطاعتها له مع وقوفها الثابت الذي يتلاعب بصمامات أعصابه يزعجه، و التي أيضا ستنفلت منه في أي لحظة.
لن تجيبه هو عالم بهاذا، يديه يعتريهما تنميل غريب يثير حكته. عليه ضرب شيئ ما، عليه إفراغ غضبه على أحد. و لا يوجد بالغرفة غيرها.
ميران قادر على قتل النساء... لقد فعلها من قبل.
لكنه لا يعذبهن و لا يضربهن، بل حتى يرحمهم برصاصة واحدة في الرأس...مثل سيلين.لا يقتل إلا من خانت و كادت تؤدي بهلاك جسيم يؤذيه و يؤذي عائلته. و المرأة...لا. الفتاة التي أمامه، بغض النظر عن علاقتهما المشوبة، إلا أنها لم تفعل أي شيئ خاطئ نظريا.
لا يمكنه ضربها لانه رجل و لا حتى قتلها. التفت ورائه يمسك بالكراسي يتقاذف بهم في الهواء.
فيرتطم كل واحد بمكان مختلف...تقريبا لم يترك شيئ صالح بهه.الغرفة الآن في حالة مزرية، كأن إعصار أو ثور هائج دخل إليها. و رغم فوران دمه الحامي و هالة الشر و الرعب التي تنبعث منه...لم تتحرك ريان بعد...ابدا.
أنت تقرأ
أسيرها
Romanceحجر لا يلين...جبل لا يتحرك...دم لا يختلط...و لا شروق من الغرب. إلا باثنين: معجزته و قيامتها. هي كانت معجزته و خلاصه...و هو كان قيامتها و هلاكها. رجل عاش حياته كلها يتنفس الغضب و الكره...لصبح جزءا لا يتجزأ من الظلام...أدار ظهره عن الرحمة. فتاة تعذبت...