7: وعد انتقام

1K 50 20
                                    


الاقتباس:

<<< عَشِقَهَا لِحَدّ الجُنُون...حَتَى أَصَابَهُ العَمَى...فَلَمْ يَرَى أَنَهُ بِحُبِهِ يُأذِيهَا...لَكِنَهاَ عَشِقَتْهُ أَكْثَر...فَرَحَبَتْ بِكُل شَيْئ مِنْه...حَتَى مَوْتِهَا >>>

..........................................

ستجن!!...و الله ستتجن وتفقد عقلها إن بقيت هنا أكثر!!!.
في حفرة بائسة و بين اربعة جدران ابأس، هي عالقة. لم يسمح لها بالخروج منذ أيام!!، أيام و هي تصرخ و تضرب. تتخبط مثل الميت هنا بالغرفة المقرفة مثل السمكة التائهة.لكن ماذا؟...لكن لا شيئ!!!.

ذهب و تركها مثل الكلب هنا!. مثل الشات في الحضيرة!. ألا تكفيها صدمة زواجها منه؟!، ليحبسها لما يزيد عن أسبوع!!.
أسبوع كامل!!أو أكثر. لا تعلم، لقد فقدت الاحساس بالوقت. بالرغم من وجود نافذة تستطيع رؤية السماء منها، لكن غضبها أعماها.
التفتت نحو الباب تحدق به للمرة المليون..يفتح ذلك الباب المسخوط ثلاث مرات فقط في اليوم. عندما تدخل عليها السيدة أسماء بصينية الطعام لتتحدث معها قليلا. تسألها عن حالها و تخبرها ثلاث مرات مثل العذاب، أن كل شيئ سيكون على ما يرام.
المرأة ليس بيدها، مجرد خادمة. لكن محاولاتها لتهدئتها تشعل غضبها اكثر و اكثر.

حتى فاض بها الكيل في اليوم الثالث، محاولة دفعها و الهرب. و لكن الحارس الأحمق أمسك بها عند الباب!. ليعيدها صارخة إلى الغرفة.
و من يومها لم تتحدث معها. و عندما توصل الطعام اليا يكون ذلك البغل!! ورائها لقمع تحركاتها المفاجئة.

تدور في المكان مثل النحلة الطنانة. تشد شعرها تارة و تخبط وجهها تارة أخرى...و الله سأفقد عقلي!!... صرخت بشدة...اخرجوني من هنا!!...
صوتها لم يعد قادر على التحمل كمية الجهد الذي تبذله في محاولاتها البائسة للخروج من هنا. تنهكها نفسيا و جسمانيا.
و لا نتحدث عن الصحة العقلية...تلك البطاقة احترقت منذ عصور.

كما لم يكن من قبل. حتى عندما كانت في تلك الحفرة يقومون بتكبيلها و ضربها لم تجن بهذه الطريقة. بالرغم من كل شيئ.
على الأقل هم كان لديهم سبب في تعاملهم معها بتلك الطريقة، مخابيل.
و لكن الآن؟. الآن هي إنسان حر!! يتنفس و له قلب ينبض. عندما اعتقدت ان الكابوس انتهى و اندثر، و ججد نفسها إلا و قد عادت للأسر مثل الخنزير.
الشيئ الوحيد الذي هون عليها في هاذا الحبس. هو تفننها في التخيل و هي تنتزع لحم وجه الوحش بأظافرها و تقطيعه إربا إربا!!!.
بالطبع لن تفعلها..لكن الفكرة تهدئ من روعها قليلا.. تبرد نار غضبها و قلبها، تهدأ أزيز أطراف أصابعها المتآكلة من محاولة فتح الباب.

لم تشعر بهاذا الغضب منذ سنوات...كانت قد تلقت علاج له و قد افادها لمدة ضنت أنها تخلصت منه...و لكن حبستها بين أربعة جدران أعادت ذكرايات كريهة و غضب مدفون.
فمن شدة التكشير، رسمت علامة بين حاجباها توحش ملامحها...تريد خنق كل من يأتي أمامها.
تشعر بالغضب يمتلكها مجددا...منذ سنوات طويلة كانت غاضبة. و غاضبة جدا من كل الناس، من موت امها و حالتها. من إهمال والدها لها و تركها في يد جدها الجاهل!!، الذي رماها لهم!.
ولن تنسى اولائك الحمقى الذين يسمون أنفسهم أطباء!!.
كانت الهمجية التي تريد قتل الكل. الآن هي لا تلوم والدها. لأنه فعلا لا ذنب له، كان رجلا عاشق لزوجته التى ذهبت و تركته فجأة، كانت صدمة حياته.
من الطبيعي أن يحزن و يهجر الدنيا قليلا...او ربما لسنوات.
كما أنه لم يتركها لغريب، لم تذهب لغير احضان جدها العظيم. و هي لا تلومه أيضا.
...حقا؟...تمزحين...
مطت شفاهها بغل تستسلم لحقيقة لافكارها و شعورها.
حسنا ربما تفعل و كثيرا في بعض الاحيان.
لكن فعلته طبيعية جدا نظرا لحالتها السابقة...لا يسعها سوى إيجاد اعذار للكل.

أسيرها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن