الاقتباس:<<< ضَّنَ أَنَهُ تَجَرَعَ مِنْ ألَمِ الفُقْدَانِ مَا يَكْفِيهِ...وَكَمْ كَانَتْ كِذْبَةَ تَمَنَى العَيْشَ فِيهَا >>>
..........................................
أحيانا كلمة واحدة تبني و تعمر حياة. و أحيانا كلمة واحدة تهدم امبراطوريات.
لا يعرف ما الذي فعله بالضبط منذ قليل، لقد أوقع نفسه في حفرة ملتهبة. لقد قال كلمة احرقته.
لماذا؟...لا يعلم.
كان بإمكانه قول أي شيئ آخر!! اي شيئ لكن زوجتي؟ حقا؟!.
...هل هذا ما قررت قوله؟ تحلل و تفكر، تقتل و تخطط بإمتياز. لكن في تلك اللحظة قررت إستخدام الغباء! أليس كذلك؟!!...
يوبخ نفسه لأول مرة!...و لأول مرة يشير لنفسه بالغباء. كلمة صدمة قليلة جدا على ما يشعر به الآن...غضب؟ تساؤل؟ و حيرة ؟.
و المصيبة الأكبر أنه الآن في السيارة معها!!..
إنها تجلس بجانبه. برائحتها الغريبة، في مكان مغلق!.إما سيقتل أحد، أو يقتل نفسه. ما يشعر به ليس بالشيئ القليل. كمن قام بجمع كل المشاعر و ضربهم بالخلاط ثم دفعهم داخل حلقه بالقوة.
كاد يصطدم بأكثر من سيارة بسبب تشوش عقله.
إنه في حالة هيجان، و هي تجلس بجانبه دون أي حركة أو إهتمام و هذا يزيد من غضبه أكثر.
قطع أكثر من نصف المسافة عندما لم يعد قادر على التحمل. ليوقف السيارة بحركة مفاجئة زعزعت ريان من مكانها كادت تصطدم بالزجاج الأمامي.
" إنزلي! ". صرخ ميران بهالكنها لم ترد عليه.
" قلت انزلي!!! ".
...لا شيئ!!... تنظر أمامها بتجاهل." هذا يكفي!!! ".صرخ بينما يحاول الخروج من السيارة، ليخلع بابها بقوة. يمسكها من ذراعها يجرها نحو الأشجار.
ما إن ترك ذراعها حتى وقعت أرضا غير متحكمة بأجزائها. لتتحرك أخيرا معلنة المها بشهقة خفيفة و دموع منهمرة صامتة.
" يكفي بكاء!!! ". صرخ بوجهها، لكنه زاد الوضع سوء لأن شهقاتها أصبحت أعلى!!!.
صفق يده على وجهه يحاول إلتماس الصبر.
" قلت توقفي!..ألا تفهمين؟!...توقفي عن النحيب!! ". و عندما لم تهتم له أو تتوقف. أخرج سلاحه من جيبه يصوبه نحوها.
" لأن أصمتي.." لتهدا شهقاتها أخيرا.حينها فقط إستطاع ميران أخذ نفس ملائم لرئتيه. نظر من حوله و لم يركز في البداية لمكان ركنه.
اين هو الان؟...أشجار...طريق...و المزيد من الأشجار.لا يوجد أحد. إنه في مكان مقطوع و الأشجار تجده من كل صوب...إذا قتلتها الآن، ستحل مشاكلك!...
نظر إليها مجددا من أعلى، ليفتح صمام الأمان بيده الأخرى. بينما هي متراخية على الأرض و رأسها منكسي.
...الآن يا ميران!!...الآن بسرعة!...عقله يصرخ في الداخل.
" لماذا فعلتها؟؟ ". أفجعه سؤالها لدرجة ارتجاف يده لتتحرك من مكان تصويبه قليلا. لتنطلق رصاصة من سلاحه تضرب الأرض بمسافة قريبة جدا من يدها!!.
إنها أول مرة في حياته!. أول مرة يتشتت خلال تصويب سلاحه!!.
دقات قلبه المتسارعة و العالية غطت أذنيه. كاد يصيبها!! و بمسافة قريبة جدا، كاد يصيبها!!.
" لماذا؟ ".
عاد صوتها يوقظه من تجمده ليدرك أنها لم تتحرك بعيدا أو تجفل من الرصاصة. بالرغم من قربها الشديد منها.
شد على فكه يجز على اسنانه حتى اصدرت صوت
" ما الذي تتحدثين عنه؟ ".
لم يفهم سؤالها. هل هي مجنونة؟ يريد قتلها و هي تحاول فتح محادثة؟!.
لترفع برأسها أخيرا و تواجهه بعينيها المعاتبتين اللاتي لمعتا و تخللتهما شبكة من الأعصاب الحمراء من شدة البكاء.
أنت تقرأ
أسيرها
Romanceحجر لا يلين...جبل لا يتحرك...دم لا يختلط...و لا شروق من الغرب. إلا باثنين: معجزته و قيامتها. هي كانت معجزته و خلاصه...و هو كان قيامتها و هلاكها. رجل عاش حياته كلها يتنفس الغضب و الكره...لصبح جزءا لا يتجزأ من الظلام...أدار ظهره عن الرحمة. فتاة تعذبت...