أسيرها

5: سكين حاد

الإقتباس:

<<< أَرَادَهَا بِشِدَة...لِدَرَجَة تَمَنِيهِ لَهَا كُل يَوْم فِي الخَفَاء...لَكِنْ الحَيَاة كَانَتْ قَاسِية...فَلْمْ يُصَدِق بِوُجُودِهَا... لِتُجْبِرَهُ عَنْ التَخَلَى عَنْهَا >>>

..........................................

مر يوم كامل. الكل موجه نحو مشاغله لا يهتمون ببعض البعض. الكل يريد أن ينتهي يومهم بسلام.
ولكن أين السلام في ذلك المكان المظلم الذي بظلاله الظالمة ابتلع فتاة صغيرة غائبة عن العالم؟.

يوم كامل و ريان لا تزال عالقة في صدمتها. باطنها لا يسمح لها بالخروج، يحبسها عنوة و يعذبها بتلك الصور الموحشة.
و بينما عقلها يحارب ضد مرضها، جسمها كان في أشد لحظات ضعفه، البرد و قسوة الأرض مع الجوع و العطش لا يساعدون بشيئ سوى تفاقم حالتها.

في مكان ما في الداخل كانت تصرخ، تعرف أنها سجينة عقلها و أن عليها الخروج، لكن لا تعرف لماذا. من أجل شيئ أو شخص...لا تستطيع الإمساك بالحبل الذي يرفعها من قعر جب الظلام.
هناك تلك الكلمات التي أصبحت تنشد في خلفية كابوسها بإستمرار مثل لحن الموت.

"" لن تخرجي من هنا...هل تسمعينني!! لن تخرجي من هنا...حتى اقرر مصيرك "".
مجددا و مجددا. لا يتوقف الصوت في عقلها.

امسك احد بها من ياقتها يرفعها الى السماء ثم يلقيها بقوة للارض، فتجد نفسها داخل زنزانة باردة و ضيقة، تفوح برائحة الدم.
لا تستطيع رؤية أي شيئ إلا عندما يقرر عقلها تعذيبها. فيسطع نور من مكان ما خارج الزنزانة يريها أسوء أيام حياتها.

أحيانا يعيد الحادثة الواحدة ألف مرة. و أحيانا يعرضهم كلهم وراء بعض بترتيبهم الزمني...كان هاذا مصيرها الدائم عند حبسها هنا.
لكن هاذا الصوت و الكلمات إضافة جديدة من عقلها المريض لكسرها.
الصوت لا يتوقف...صوت رخيم رجولي مليئ بالغضب و الكراهية...تستطيع الشعور به و بسواد صاحبه.

دائما ما تكون عاجزة عن كسر القضبان أو الخروج.
لا تستطيع حتى المقاومة، فقط المشاهدة و التعذب. و هذه الإضافة الجديدة تقتلها و تقتل الوعي الذي بقي لها و الأمل في التذكر.
لتمر ساعات و ساعات. و جسد تلك الفتاة الصغير مرمي على الأرض دون حركة...تركت لتموت بأفعال السيئين و الأحبة.

🌹🌵🌹🌵🌹🌵🌹🌵🌹🌵🌹🌵🌹🌵🌹

" ميران...ميران...ميرااان!!! ".
جفل ميران بصوت عمه الذي أخرجه من قعر تفكيره عميق...ليستجمع نفسه بسرعة دون إظهار ذلك أمام العشرين شخص في غرفة الاجتماعات
" لا...سنأخذ الشحنة هذه المرة من ايطاليا الشب هناك أفضل...و أجود ".

واحد من صفات ميران العجيبة، هي مقدرته على سماع و تحليل كل شيئ بنفس الوقت حتى لو إنشغل باله بشيئ آخر.
مما يجعله اكثر من اهل لتولي مهام العائلة، و هذه الصفة لم تأتي بالطريق السهل...ايام طويلة في العراء و تحت تعذيب الأعداء و المقاومة ضد الموت، جعل من عقله آلة.