4: صوت دفين...ماض اليم

1.1K 50 11
                                    


الاقتباس:

<<< كل شيئ جميل يأكله التراب و تشهد عليه الحجارة...فتنساه الذاكرة...الا العشق...فهو خالد >>>

..........................................

...ما الذي حدث منذ قليل؟...
كان هذا السؤال الوحيد الذي استطاع ميران تكوينه بعد هذه المعجنة الغريبة.
مازال متسمر يتوسط برك من الدماء و يحمل سلاحه لأعلى بينما تلك الفتاة على الأرض فاقدة الوعي.
ليُكسر حاجز الصمت المخيف بصوت فرات "اللعنة!".

فيترنح ميران من وقفته المتصلبة كمن سُكب عليه دلو ماء بارد، ..العنة بالفعل..فكر ميران.
فيحاول جاهدا الإشاحة بنظره عن ذلك الجسم الصغير الملقى.
"ميران؟ ماذا سنفعل؟...هذه لم تكن الخطة!...يا
الهي ".

لم يعر فرات اي انتباه و بقي يراقبها و يتسائل مجددا.
...ما الذي حدث؟...
لتجفله اصوات الصافرات " م...ميران!! الشرطة! كيف؟ ".
اغلق عينيه و للعن نفسه اكثر من مرة، ليشير بسلاحه إلى الأرض.
" سلاح هذا الكلب! بدون كاتم!. لقد
سمعونا!! ".
"ماذا نفعل الآن؟...هل نتركهم؟ بصماتنا في كل مكان!! ".
نظر ميران حوله ثم قال "لنخرج من هنا الآن!!. اتصل بيوسف هو يتكفل بالأمر...هيا بسرعة!! ".
تخطي كلاهما فوق جثة الرجل العجوز يتوجهون  للباب الخلفي.
السيارات و الرجال كانوا في انتظارهم.

كان سيركب السيارة لكنه توقف فجأة، ليراقب المكان...ما الذي تفعله؟...لا تفكر حتى بالأمر!...

" ميران هيا!!...الشرطة ستداهم المكان!...ميران!؟ ".

كان سيذهب، يوسف سيتكفل بالأمر من بعيد.
عليه الذهاب، ولكن شيئ ما لم يسمح له.
لا يستطيع الذهاب لا يستطيع.
يداه ترتعشان...ما الذي يحدث؟!!'.
"اللعنة!!".
لتتعالى اصوات الصافرات اكثر ...اذهب ما الذي تنتظره ها؟...
ركل قدمه في الأرض، ليغلق الباب بقوة متوجها إلى الداخل.
" علي اللعنة!! ".
اشار لفرات بإصبعه " اتصل بيوسف! ". ليقف فرات و يديه في الهواء مصدوم.

دخل مجددا إلى المطعم ينظر من حوله.
...فكر مجددا أيها الاحمق ما الذي تفعله!؟..
فلم تعر اقدامه ايه اهتمام لعقله، كانتا تتحركان بدون أمر منه. ليجد نفسه على بعد خطوتين من ذلك الجسد الواهن على الأرض.
صغير وضعيف... لتصدمه تلك الرائحة مجددا بشكل اقوى. فيضرب يديه في وجهه بقوة ...ميرااان!! ما ذا بك استفق!!..

لم يتحمل الرائحة لم يستطع. لا يمكنه عليه الاستدارة و المغادرة.
لكن صوت انينها اوقفه في مكانه، ليلتفت مثل الممسوس يحدق بها. و الصافرات تدوي كأنها داخل أذنه...لمرة المليون ما الذي تفعله يا ميران!! اووف!! اوووف!'...
و بدون تفكير منه وجد نفسه يضمها بين يديه يرفعها لأعلى مستديرا نحو الباب الخلفي مطلقا العنان لقدميه.
هذه الرائحة التي التصقت به لا تسمح له بالتفكير حتى!!. عقله الصارم صمت مثل الأخرس، حين عصفت به الرائحة.
يمشي بسرعة نحو الباب بجسدها الخفيف ليركله بقدمه ثم يلج بسرعة نحو السيارة.

أسيرها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن