الجزء الثامن

1.9K 56 2
                                    

أشعة الشمس المباشرة أحرقت بشرتها.. كانت نيتها أن لا تخرج من حمام الساونا أبدا.. يوم واحد فقط .. اعتقدت أن لها فرصة يوم واحد فقط لتكون لوحدها، لكنها كانت مخطئة.

حمقاء.. كيف فكرت أن كمال، زوجها، ذاك الرجل بعينه قد يتركها وحدها.. لا تصدق كيف خطر لها شيء بهذه السخافة. قال لها أنه سيعوضها، قال لها أنه سيأخذها في عطلة للاستجمام.. في نهاية المطاف اتضح لها أنه احظرها معه كمرافقة فقط.. لن تخرج لمكان بدونه. بل انها اكتشفت أنه ما كان ليحظرها على الأغلب لو لم يكن للعمل، فهو لم يكن ليأتي لولا أنهم استدعوه لحضور اجتماع مهم مع من قد يكونون مستثمرين محتملين من هذه الدولة.

كانت قد اكتفت من الاستلقاء بالفعل. حاولت النهوض ببطء لأن جسدها كان قد صار متيبسا بالكامل الآن.. جفلت حين حرك رأسه بزاوية عشر درجات نحوها

"هل مللت يا عزيزتي؟ قالها عابسا.. يمكننا الصعود لأعلى إن شئت.. نظر نظرة خاطفة نحو ساعته، كان قد تأخر على الاجتماع بالفعل.. سنخرج اليوم معا للعشاء"

لم يكمل جملته الأخيرة إلا وقد صار واقفا بالفعل، دار على عقبيه وركع بجانب كرسيها على ركبة واحدة.. اضطرت لرفع رأسها له بسبب انخفاض الكرسي.. دائما فوقها، حتى عند ركوعه.. أمسك بيديها برقة مفرطة بين يديه مملسا عليهم

"آسف لأني لن استطيع البقاء معك فترة النهار.. ضيق عينيه وحرك فمه نحو اليسار قليلا.. ولو أنه لا يبدو عليك الانزعاج على أي حال"

كانت نبرة صوته حانقة.. ماذا كان يتوقع مثلا، أن تبكي متعلقة بيده أن لا يتركها أم ماذا؟

أشاحت ببصرها نحو الجهة الأخرى، ثم عادت تنظر في عينيه تجنبا لأي مشاكل

"لا بأس يا عزيزي.. ابتسمت بتكلف زائد.. أعرف أنك قد فعلت ما بوسعك.. وقد كانت صادقة في ذلك.. يمكنك أن تعوضني على عشاء الليلة"

"بالطبع يا حبي"

لأول وهلة اعتقدت انه سينهض ليرحل، لكن وبدلا من ذلك جذبها من يدها لتصطدم بصدرة العاري.. كانت حرارة جسده عالية للغاية بسبب استلقائه تحت الشمس طوال تلك المدة.

عندما لم يجد منها استجابة، ضمها اليه بقوة لدرجة آلمتها.. التهم عنقها التهاما متقصدا ملامسة عضاته السابقة لجعلها تتحرك حتى وإن كان بإيذائها.. رفعت يديها لصدره تحاول دفعه عنها ولو قليلا، لكن -وكما العادة- لا جدوى على الاطلاق.

"الست متأخرا بالفعل يا كمال.. توقفت لتطلق أنّه متألمة.. عزيزي، سوف تخسر المستثمرين إن لم تتوقف الآن"

شعرت بالخوف من النظرات التي رمقها بها، كان غاضبا للغاية الآن.. لعنت نفسها وبقوة في سرها، ألا تستطيع الاحتفاظ بفمها مغلقا ولو لمرة واحدة في حياتها على الأقل.. كانت على وشك التحدث مرة ثانية، لكنه كان قد نهض بالفعل الآن وفات أوان الكلام الذي أرادت أن تقوله.

مارياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن