تتمة التتمة

2K 62 20
                                    

تريد العودة للنوم.. لقد يئست من هذه الحياة.. لقد اكتفت من كل شيء.. غرزت اظافرها في جلده أكثر متمسكة به.. وفترت.

أحست بكل شيء يتلاشى.. رأسها يؤلمها حيث ما شد شعرها، لا تكاد تشعر بأصابعها، وعينيها امتلأتا بالدموع.. وسمحت لنفسها بالبكاء.. أنّت منكمشة على نفسها.. أغمضت عينيها.. وبكت.

أحست به يتحرك.. والأضواء تتبدل من الحمام للغرفة.. ولحظة وراء لحظة جسدها بدء يتحصل على الدفء من جسده وقربه منها.

وبعد لحظات شعرت أنه وضعها على الفراش.. حاولت أن تدفء جسمها بالملاءات وغاصت في أعمق نقطة ناشدة المزيد من الدفء.

بقيت تغفو وتصحو، تغفو وتصحو ومطارق تدق في رأسها من شدة الألم والصداع.

قدرت أنه غاب لساعة قبل أن يعود وبيده كأس ماء كبير.. قد صارت تخاف منها.. سيرش الماء عليها..

اقترب منها وطغت رائحته على المكان كالعادة.. جلس على طرف السرير ومد يده لتحت عنقها رافعا رأسها قليلا.

جاء ببالها أن تنفض نفسها عنه، لكن سرعان ما نفضت تلك الفكرة عنها سامحة له بالتحكم فيها كما يشاء.

أسند رأسها بيده رافعا إياه قليلا.. قربها منه حتى استطاعت شم رائحة السجار الثقيلة والوحل..

وضع طرف الكوب على شفتيها وبهدوء بدأ بإمالة الكوب نحوها لتستطيع الشرب. فكرت أن لا تشرب، لكن فكرة شده لشعرها ارعبتها مجبرة إياها على ارتشاف الماء بهدوء.. شربت اولا ببطء وسرعان ما أدركت أنها عطشى حد الجنون، ولم تعي على نفسها إلا وقد احتضنت الكوب الزجاجي الطويل بيديها الاثنتين لتشرب مزيدا ومزيدا..

صوتها وهي تبلع الماء ملئ الغرفة.. وتحول هو من اسناد رأسها ورقبتها لإسناد ظهرها.. لا يعرف لما.. منظرها وهي متمسكة بكوب الماء بكلى يديها وتشرب الماء بهذا الشكل يحزنه، يتعب قلبه، يتعبه، يجعله يحس بالذنب والألم.. لكن ذات المشهد يريحه، يفرحه، يسليه، والأهم من هذا يجعله ينتشي ويصل لحدوده..

أنهت الكوب حتى آخر قطرة.. ابعدت الحافة عن فمها ببطء وبقيت تنظر له بدون أن تقوم بحركة واحدة..

لقد انتهى الماء.. بقيت تحدق أمامها برعب.. هو قريب للغاية، غلطة واحدة وستتألم كثيرا.. كثيرا جدا.

مرت الثواني ثقيلة.. وقبل ان تحاول فتح فمها بكلمة تركت يده ظهرها لتدرك فجأة انها كانت مستندة عليه هو لا السرير.. سقطت على ظهرها على الوسائد الطرية وعينيها ترمشان بسرعة.

مد يده نحوها فجفلت رغما عنها، لكنه غطا بيده يديها الاثنتين ممسكا الكوب بها.. وضع كلتا يديه على جانبيها ودحرج الكوب سامحا له بالهبوط على شراشف السرير بأمان نحو الارضية البلاط، وأصدر الكوب الزجاجي صوتا مزعجا إذ أكمل طريقة حتى اصطدم بقائم الكرسي.

كان وجهه فوق وجهها واختلطت انفاسهما.. وعندما فكرت فقط بالتحرك جلس نحو الخلف مقيدا جسدها برجليه مانعا إياها من الحركة..

خلع عنها ملابسها بلطف وحنان بالغين.. ووضع شفتيه على شفتيها.. بدأ بتقبيلها بشغف.. مع كل قبلة كان يأخذ نفسا عميقا وكأن حياته تعتمد على تقبيله لها..

"لن أؤلمكِ مرة أخرى..وقبلها على وجنتها.. أعدك، أنا لن أؤلمك"

تحرك من وجنتيها لشفتيها ثم فكها.. قبل رقبتها واستمر بالنزول نحو الاسفل غير مهمل ولو لانش واحد من جسمها..وضعت كامل تركيزها على سقف الغرفة.. جسدها متصلب.. حاولت إرخائه.. حاولت إيهامه بتجاوبها.. حاولت التجاوب.. ليس لخاطره.. بل لخاطرها، لعل الألم يخف..

احيانا يكون لطيفا مع جسدها.. يعاملها كما البشر.. معظم ممارسته معها تكون همجية، قاسية، وغير مراعية. هذه المرة كانت من المرات القلائل التي لم تحس فيها بالألم.. عندما انتهى ضمها لصدره بقوه.. بقي يقبلها لفترة ثم حملها وحمم جسديهما معا..


كان الماء دافئا.. أحست براحة بالغة ونامت بعمق بعدها.

ليت الدفء يبقى للأبد.

مارياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن