الجزء التاسع

1.8K 61 3
                                    

كانت الغرفة مظلمة للغاية لدرجة أنها اعتقدت بأنها قد أصبحت عمياء.

في البداية تخبطت محاولة الشعور بما حولها، لكن بعد لحظات أدركت أنها مستلقية على الفراش في غرفتها. بعد قليل من الوقت استطاعت أن ترى، وشيء فشيء اعتادت عينيها على الضوء وعرفت أنها استيقظت في وقت متأخر من الليل لا أكثر.

قبل هذا كان جسدها يؤلمها.. كانت تمر بحالة خطيرة للغاية. لكن الآن تشعر بحال أفضل.. حال أفضل بكثير مما كانت عليه. تشعر كما لو أن فترة نومها الطويلة تلك قد سمحت لجسدها بالتعافي من أيا ما كان ذاك الشيء الذي كانت تعاني منه.

لوهلة هناك ظلت تحدق بالسقف الأسود للغرفة تائهة الأفكار غير مدركة لما حولها، حتى ارتجف جسدها كله إثر الحركة التي أحست بها على الأريكة بجانب المدفئة.

كان هو.. كان كمال جالسا هناك يراقبها طوال الوقت.. أحست بقلبها ينخلع من صدرها.. أرادت أن تحظى ببعض الوقت مع نفسها، أما أن يكون هو أول من تقابله بعد كل ذاك التعب.. كان شيء يفوق طاقتها كثيرا.

بقيت كما هي.. لم تحرك ساكنا. ارادت لو تعود للنوم.. كانت حالها أفضل بكثير عندما لم يكن موجودا حولها.

لم يكن هناك داعي من تمثيلها.. كان قد عرف أنها مستيقظة بالفعل الآن.. سوف لن تمر ليلتها بسلام.

غزت موجة برد مريعة جسدها ما إن لمحته يتحرك بزاوية عينها اليسرى. حركته غير معتدلة.. هو غير صاح في هذه اللحظة.. كان متجرد من ملابسه.. كان عاريا تماما.

"هل استيقظت يا حبي؟ خرجت كلماته ثقيلة لزجة بسبب تأثير الكحول.. لابد وأن تكوني ظمآنة الآن، لقد استغرقت وقتا طويلا للغاية في النوم.. مع كل كلمة قالها، كان يتقدم خطوة واحدة نحوها.. سمي رغبتك يا ماريا، سمي كل ما تريدين يا حبي.. مع آخر كلمة قالها، كان راكعا بجانب السرير بالفعل.. سأنفذ لك أي مطلب تطلبيه.. سأنفذ كل ما ستطلبينه مني يوما"

ضم يدها بيديه بقوة شديدة.

خافت منه، خافت منه وبشدة.. ما الذي يحدث له بحق اللعنة؟

كان جسده ساخنا كأجساد المحمومين.. راحتي يديه كانتا ساخنتين كالجمر.

"بسببك أنا أموت.. تحولت نظراته للغضب.. أنت هي من سيقتلني يا ماريا. أنت من سيقضي علي"

توقف عن الكلام فجأة، أما هي فكانت قد بدأت تشك بكونه صاح لما يفعل ويقول. كان قد صار قريبا منها للغاية الآن.. كان قريبا لدرجة سمحت لها بشم رائحة الشمبانيا المعتقة تفوح منه وبقوة.

احنى رأسه على يدها.. ضغط كفها على جبهته بقوة.. رفع رأسه وبدأ بتقبيل راحة يدها.. فبلات متأنية، ثم سريعة، سريعة للغاية.. للحظة شعرت وكأنه على وشك التهام يدها.. خافت للغاية فقامت بسحب يدها لا اراديا، لكن الأوان كان قد فات بالفعل.. في النهاية هو لم يعض يدها مثلما اعتقدت، لكنه بدلا من ذلك سحبها عنوة من معصمها.. شعرت وكأن كفها قد انفصل عن ذراعها.

مارياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن