انتهى أمرها.. هي فقط انتهت.
رائحة سائل الاستحمام خاصته أفعمت أنفها بالكامل.. رائحة نعناع محرقة. ظله حجب ضوء الشمس عن جفنيها.. هو الآن جالس على ركبته بجانب السرير.. كادت تجفل عندما لمس بأصابع يده وجنتها.. ملس جلدها برقة صانعا بأصابعه دوائر وهمية على وجنتها.. كانت أصابعه تقترب من زاوية فمها رويدا رويدا.. بقيت هي ساكنة.. لا يمكن لها أن تتحرك.. كان قد وصل لشفتيها بالفعل.. بإبهامه مسد شفتها السفلية بلطف بالغ..
"ما أجملك.. لا يوجد رجل يماثلني حظا أبدا.. كادت تنفجر باكية.. أرادت أن تقفز عليه، أن تخمش وجهه وتقتلع فمه الكاذب، الوغد.. أنت سبب سعادتي كلها يا ماريا"
بدأ بتقبيل شفتيها.. في البداية كانت قبلا سطحية، لكن سرعان ما انقلب الأمر للعق وعض خفيفين. كانت متضايقة للغاية، لكنها لم ترد أن تجعله يعلم بأمر استيقاظها.. سوف لن يمر الأمر على خير إذا ما علم بكونها صاحية.
توقف عن تقبيلها فجأة. نهض من مكانه، ثم رمى بنفسه بجانبها بقوة هزت الحاشية مجبرة جسمها على الانغراس بين ذراعيه.
لعنت نفسها على حظها.. أطبق على جسدها بذراعيه بقوة بالغة، ضمها إليه بقوة وغير مراعاة لأجزائها المتألمة والمتضررة.. هو يفعل ما يفعله متعمدا، يتصرف كما يتصرف الأطفال اللعناء.
"هل ما زلت مصرة على التظاهر بالنوم يا حبي.. عصرها بقوة أكبر.. هيا يا حبي، زوجك يشعر بالملل ويريدك أن تسليه"
هنا عرفت أنه سيجعلها تفعل ما يريد مهما كان الثمن.. إن لم تستجب له في التو واللحظة، سوف لن يتعامل معها بشكل جيد.
ورغما عنها امتلأ جفنيها بدموع ألم حارقة.. إن فتحت عينيها الآن فسوف تفيضان بدموعها لا محالة.وتململت.. تململت مدعية الاستيقاظ من نومها. ابتعدت عنه دافعة جسده عنها بيديها برقة بالغة، وفركت وجهها بوسادتها مدعية الاستيقاظ لتمسح أكبر قدر من الدموع قبل أن تفتح عينيها بالكامل. ببطء شديد فتحتهما لتقابل عينيه.. كانت نظرته مؤلمة.. شامتة، هازئة، متشفية، والأكثر من كل ذلك.. منتصرة.
أرادت الصراخ.. أرادت وبشدة أن تغرس سكيننا بين عضلتي صدره وتقتلع قلبه خارج جسده لتضمن عدم استيقاظه أبدا.. أن تغرس ابهاميها في فتحتي عينيه، أن تخمش وجهه لتشوه ملامحه المقرفة..
أرادت وأرادت، لكنها وببساطة اعتصرت طرف غطاء السرير بقوة بالغة وأجبرت نفسها على الابتسام في وجهه.. أرخت قبضتيها عن الغطاء مقررة أن تكمل تمثيلها وليحصل ما يحصل.
"كمال.. بأرق صوت.. متى حضرت؟ ولم تجد منه جوابا، فقط ابتسامته الشامتة عينها.. منذ متى وأنت هنا يا كمال.. يقول دائما أن نطقها لأسمه يرسله للجحيم.. كمال.. كررت الكلمة بدلال فاسد.. كمال، كمال"
أحبت لعب دور المغيبة.. كانت ابتسامته قد اختفت بالفعل مع آخر كلمة. تنشقت.. مدت يدها نحو عضلات بطنه.. لقد صارت أكبر الآن.. لا تذكر جيدا، لكنها متأكدة أنها لم تكن بهذا الحجم قبل أقل من شهر.
أنت تقرأ
ماريا
ChickLit" لست الفاعلة، لم تكن أنا، لابد وأنك خلطت بيني وبين أخرى. أرجوك، أترك شعري، أنت تؤلمني. اتركني يا عزيزي" " لست الفاعلة إذا" صنع ابتسامة صغيرة بزاوية فمه وأكمل " لا بأس، سأبحث عن هذه الفتاة. لابد وأنها احدى الخادمات" اتسعت ابتسامة أكثر إذ لاحظ اتساع...