الفصل السادس: صبر وقوة إيمان

102 24 73
                                    

صدمة ألجمت الجميع بما فيهم أدهم وعمر فهما على ما يتذكرا إنهما عندما وجداها لم يجدا حولها أي شيء يدل على ما قيل فهما ظناها مجرد حادثة لا أكثر ولذلك ظنا أن الوضع الذي رأياها به كان أثر اعتداء أحدهم عليها بالضرب مثلا  فالمكان كان مهجورا ولا يوجد به شيء يدل على غير ذلك, ظل الجميع هاكذا حتى تمالك حسن نفسه ورد على الطبيبة قائلا في تساؤل:

طيب ما فيش أي أمل يا دكتورة إنها ترجع تمشي تاني؟

أجابته الطبيبة قائلة في عملية:

والله يا حسن بيه أنا ما أقدرش أديكوا أمل دلوقتي في أي حاجة لكن مع الوقت الطب بيتطور وإن شاء الله خير.

أماء لها حسن في امتنان فقابلته الطبيبة بابتسامة عملية ثم رحلت.

جلس أدهم على المقعد في تعب وحزن وكأنه يحمل على أكتافه هموم العالم بأكمله, اقتربت منه لورينا ثم جلست بجانبه ووضعت يدها على كتفه وهي تقول له في رقة وحنان:

أدهم حبيبي أنا عارفة إن اللي حصل صعب عليك بس أنت لازم تكون قوي ومتماسك علشان تعرف تواسيها وتقف جانبها.

نظر إليها أدهم في ضياع وكأنه لا يشعر بشيء حوله.

اقترب منه عمر قائلا له في هدوء وهو يربت على كتفه:

أدهم اللي حصل ده مقدر ومكتوب وإحنا ما فيش في إيدينا حاجة غير إننا ندعي ربنا إن يكون في ليها علاج قريب.

رد عليه أدهم قائلا في ألم:

أنا السبب يا عمر أنا اللي ما قدرتش أحافظ على الأمانة اللي ماما وبابا أمنوني عليها زي ما ماما قالت.

رد عليه عمر قائلا في ابتسامة حزينة:

أدهم أنت مش السبب ولا حاجة ده كله بأمر ربنا ولو هو كان رايد إننا نلحقها كنا لحقناها, صدقني يا صاحبي ربنا رحيم بينا أوي وعلشان كدة بيجيب لنا قضى أخف من قضى, طيب يمكن أنت زعلان دلوقتي علشان همسة ما بقتش قادرة تمشي صح, طيب فكر معايا كدة لو كانت لا قدر الله رجليها أتبتروا خالص أو مثلا ما كناش لحقناها وكانت ماتت بعد الشر كنا هنعمل إيه, خلي إيمانك بربنا كبير يا أدهم وأعرف إنه ما بيجيبش حاجة وحشة, وبعدين أنت هتبقى فعلا ما حافظتش على الأمانة وما كنتش قد مسؤوليتها زي ما بتقول في حالتين بس: الأولى إنك تكون كنت عارف اللي هيحصل لها وقصرت في حمايتها أو تجاهلت ده, والتانية إنك تضعف وتسيبها تتحمل كل ده لوحدها بحجة إنك أنت السبب وإنك مش عارف تواجهها, وبالنسبة للحالة الأولى فأنا متأكد مليون في المية إن أخويا ما عملهاش, والتانية أنا بردو متأكد إنك مش هتفكر بس إنك تعملها ولا إيه, أدعي لها يا صاحبي وكلنا هندعي لها إننا نلاقي لها علاج وإن شاء الله ربنا هيستجيب لينا وهيكون في أمل بس إحنا نخلي عندنا إيمان بالله ونصبر على البلاء اللي ربنا بيختبرنا بيه, صمت برهة ثم قال له في مرح:

إنتقام بمذاق الحب( قيد الكتابة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن