الفصل العاشر: حكاية يوسف

37 16 31
                                    

بعد مرور ثلاثة أيام في قصر يوسف الصياد كانت دانة جالسة تستعيد كل ما حدث معها منذ ذاك اليوم الذي تغير به والدها وأصبح يعاملها كابنة أخيرا أو لنقل إنه أصبح يعاملها كأميرة مدللة كل طلباتها مجابة وكل أوامرها واجبة التنفيذ, ولكن ما يألمها حقا ما عاناه والدها بسبب تلك المدعوة بداليا وإنه كيف أحبها بصدق وإخلاص وهي لم تقابل كل هذا الحب والتقدير سوى بالغدر والخيانة, تنهدت بشرود وذاكرتها تعيد عليها كل ما حدث في هذا اليوم وإيضا مقابلتها بذاك البارد عديم الذوق كما أسمته هي.

Flashback:

بعد أن غسلت وجهها وعدلت من وضعية حجابها تأبطت ذراع والدها لأول مرة ونزلا إلى الأسفل والابتسامة العذبة تزين محياهما, عندما رأتهما فريدة هاكذا تعجبت بشدة فتلك أول مرة ترى طفلتها بجانب أبيها كأي فتاة, وأيضا تلك المرة الأولى التي ترى بها زوجها يبتسم لأميرتهما تلك الابتسامة الأبوية الحنونة, هي كانت تظنه سيوبخها ككل مرة ولذلك منذ خروج دانة من المشفى وآخر صدام بينهما وهي تحاول الإبعاد بينهما قدر الإمكان ولذلك هي كانت رافضة صعوده إلى دانة لكي لا يزعجها أكثر ولكنها تعجبت بشدة مما تراه الآن فكل ما تراه الآن ينافي جميع توقعاتها, نفضت كل تلك الأفكار والتساؤلات من رأسها ونظرت إليهما في فرحة حقيقية وقالت في مشاكسة وغيرة مصطنعة:

الله الله يا أستاذ يوسف حضرتك سايبني أنا بأشرف عليهم في المطبخ وأنت هنا عمال تضحك وتبتسم للأميرة الصغيرة مش كدة؟

نظر يوسف إليها في ابتسامة مشاكسة وهو يقول في حنان وهو يقبل جبين دانة في دفء:

وهو أنا عندي مين أدلعه وأضحك معاه غير أميرتي الحلوة.

ضحكت دانة في سعادة واحتضنت والدها وهي تقول في دلال طفولي لكي تغيظ والدتها:

أمممم حبيبي يا بابتي ما أتحرمش منك يا رب.

إغتاظت فريدة فهي تعلم ما تريد ابنتها فعله فقالت لها في استنكار:

يا سلام يا أختي دلوقتي بقى بابتك حبيبك, أومال فين اللي كانت بتقول لي أنا لو مكانك كنت هأتجوز عليه, قالتها مقلدة إياها وهي تنظر إليها في ضحك بعد أن رأت توترها فهي قالت ذلك لتجعلهما يمرحان مع بعضهما قليلا وأيضا لتقلل من خوف دانة الشديد من يوسف فهي فهمت من نظراته إنه وأخيرا عاد لعقله وقرر إظهار حبه لصغيرتهما ولذلك هي تحاول مساعدته قدر استطاعتها.

أما يوسف فهو بعد سماعه لآخر ما قالته فريدة ارتسمت على وجهه معالم الدهشة لثوان قليلة ثم قال في ضحك وهو يقرص إحدى وجنتي ابنته في خفة بعد أن أدرك الأمر:

بقى عاوزاها تتجوز عليا يا دانة وبتحرضيها عليا كمان, طب ما اخترتي لهاش العريس بالمرة علشان تبقى كملت؟

كانت دانة متوترة من ردة فعله بعد ما قالته والدتها وخشيت أن يقسو عليها مجددا ولكنها صدمت بشدة عندما تحدث بتلك الكلمات فهي لم تكتشف ذلك الجانب المرح من والدها من قبل, ضحكت في مرح وهي تبتعد عن أحضانه وكادت أن تقول شيء ولكن سبقتها فريدة وهي تقول في مرح:

إنتقام بمذاق الحب( قيد الكتابة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن