الفصل الثامن: لم تكن إلا تمثيلية سخيفة

75 21 20
                                    

في فيلا حسن الشامي كانت لورينا جالسة في الصالة تستمع إلى توبيخ والدتها في برود تام وكأنها لم تفعل شيء, أما سمر فهي كانت غاضبة وبشدة مما فعلته تلك الطفلة الحمقاء على حد قولها فهي منذ معرفتها بما فعلته ابنتها وهي تصرخ عليها دون توقف والأخرى لا تعيرها أدنى اهتمام فعندما لاحظت سمر هذا قالت لها في غضب:

آه طبعا ما الهانم قاعدة بكل برود ولا على بالها وكإنها ما عملتش كارثة من شوية, تقدري تقولي لي هنلاقي زي أدهم فين لو حضرتك بغبائك ضيعتيه من إيدك, ولا أنا بأقول لو ليه ما الهانم أخدت قرارها ونفذته وكإن مافيش أب وأم ترجع ليهم أو تاخد رأيهم.

لم تعر لورينا حديث سمر أي اهتمام وإنما باغتتها بسؤال صدمها وبشدة حيث قالت لها في نبرة تساؤل باردة:

ألا قولي لي يا سمر هانم: هو حضرتك زعلانة علشان أنا سيبت الراجل الوحيد اللي حبني بصدق في حياتي ومش علشان أي حاجة تانية ولا علشان ده بردو الراجل الوحيد اللي لو أتجوزته كنتِ هتقدري تاخدي فلوس العيلة كلها تقريبا؟

صدمت سمر بشدة فهي لم تتوقع أن لورينا تلك الطفلة التي كانت تحركها في يدها كما تشاء وتملي عليها كل ما كانت تفعله هي نفسها الفتاة التي تقف أمامها وتحاسبها الآن, صمتت برهة تحاول إيجاد ما يجب عليها قوله ثم قالت لها في عصبية شديدة:

أنتِ تجننتي يا بنت إزاي تكلمي أمك بالطريقة دي ولا إزاي تفكري فيها كدة أصلا, هو أنا لما أبقى خايفة على مصلحتك أبقى كل اللي يهمني فلوسه وبأعمل كدة علشانها؟

صدحت ضحكة لورينا الساخرة في أرجاء الفيلا ثم قالت في تهكم واضح بعد ما توقفت عن الضحك فجأة:

بجد يا سمر هانم خايفة عليا وعلى مصلحتي, أومال مين اللي طول الوقت كل اللي كان هاممها وبتسألني عليه  بس أدهم جاب لك إيه, طيب جابه لك بكام, طيب هو مش ناوي يجدد لك عربيتك, طيب هو مش ناوي يكتب لك شركة من شريكاته أو قصر من قصوره, كنتِ محسساني طول الوقت إن العلاقة اللي بين أي أتنين أساسها بيقوم على الفلوس والمظاهر وبس, عمرك ما فكرتي تسأليني هو عامل إيه معايا ولا بيعاملني إزاي, عمرك ما فكرتي تعرفي إن كنت بأحبه ومبسوطة معاه ولا لا, ده أنتِ من كتر كلامك عن المظاهر والفلوس طول الوقت حسستيني إنك إتجوزتي بابي وكملتي معاه بس علشان فلوسه واسمه مش علشان حبيتيه.

صفعتها سمر بقوة حتى أدمت شفتها السفلى ثم قالت لها في قسوة متجاهلة صدمتها:

الظاهر إن أنا وأبوكي دلعناكي زيادة لحد ما بقيتي بتتطاولي على أمك عادي وبتقفي تحاسبيها وكإنها هي اللي بنتك مش أنتِ بس وقسما بالله يا لورينا لو ما أتعدلتيش ورجعتي لعقلك لهأكون عايدة تربيتك من أول وجديد لإن من الواضح إننا ما عرفناش نربي, آه ولعلمك أنتِ هتتجوزي أدهم ورجلك فوق رقبتك لا ومش بس كدة ده أنا هأقول لأبوكي يتفق معاه إننا نخلي الفرح كمان أسبوعين ولو إعترضتي هتشوفي هأعمل فيكِ إيه وما تحاوليش تتحامي في أبوكي زي كل مرة علشان لو فكرتي بس مجرد تفكير إنك تعملي كدة أنا اللي بطريقتي هأطلعك غلطانة وأنتِ عارفة إني أقدر على ده, ويلا بقى أتفضلي أطلعي على أوضتك وأعملي حسابك إن خطيبك جاي بالليل علشان نصلح الموقف الزفت اللي حضرتك حطيطينا فيه ده.

إنتقام بمذاق الحب( قيد الكتابة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن