الفصل الحادي عشر: جواد

52 16 25
                                    

ما زالت تقف كما هي مصدومة ولا تعي ما حولها, فقط تقف تحدق به في صدمة وعدم تصديق أن ذاك البارد الذي عندما تراه  تظن للوهلة الأولى أنه كائن فولاذي لشدة صلابته وقوته التي تظهر بوضوح في عينيه الغريبتين هو من يطاردها في أحلامها ويطلب منها المساعدة, لا تعلم ولكن ليس هذا ما يشتتها ويصدمها فحسب بل أن عينيه الغريبتين هما من تربكاها أكثر, هي تشعر أنها رأت مثل هاتين العينين من قبل ولكنها لا تتذكر أين, أخذت تفكر في عدم استيعاب وتشتت حتى أنها لم تنتبه لجواد الذي أخذ يحدثها كثيرا ولكنها لم تسمعه, أما هو فعندما لاحظ شرودها الغير مبرر بالنسبة له أخذ يناديها أكثر من مرة ولكنها لم تسمعه أيضا فصاح قائلا في غضب غريب عليه فهو بارد إلى أقصى حد ولا يمكن إغضابه مطلقا:

آنسة دااااااانة أنا بأكلمك إحنا مش جايين نهزر هنا, مش كفاية إنك جاية لي متأخرة عن ميعادك كمان واقفة متنحة لي وكإنك شايفة كائن فضائي قدامك.

استفاقت دانة من شرودها به على صوت صياحه الغاضب والذي استفزها بشدة ولا تعلم لما أو كيف ولكنها وجدت نفسها تقول في برود واستفزاز بعد أن وضعت يديها أمام صدرها وقد عادت لها ثقتها مجددا ورفعت رأسها لتواجه عيناها عينيه بنظرة تحدي وثقة:

والله أنا مش شايفة إني تأخرت عن ميعادي ومش مشكلتي إن حضرتك اللي نسيت تبص في ساعتك قبل ما تتكلم, أنا ميعادي كان الساعة اتنين وحاليا هي بقت اتنين وتلت دقايق بالظبط, أما بالنسبة لإنك بتقول إني متنحة لك فده مش لإنك ملك جمال يعني بس لإنك فكرتني بحد أعرفه مش أكتر, وللعلم يا أستاذ جواد أنا مش من البنات اللي بتيجي تشتغل علشان تلاقي لها حد تحبه, أنا جاية هنا أتدرب وآخد خبرات أكتر كونهم قالوا لي إنك أشطر محامي في مصر مش جاية أهزر وأتدلع زي ما حضرتك بتقول.

نظر إليها جواد في غضب فتلك المرة الأولى التي يحادثه أحد هاكذا, هي أحرجته واستفزته وفوق هذا أيضا تقف تناظره بكل تحدي وثقة لم يرهما في أنثى غيرها حتى الآن, فعادة الإناث عندما يروه إما أن يتهامسون عن شدة وسامته وجاذبيته أو يبتعدون عنه خوفا من غموضه وبروده الظاهر بوضوح في عينيه, نفض كل تلك الأفكار من رأسه فهي لا تعني له شيء في الأساس, تنهد محاولا السيطرة على غضبه والعودة إلى بروده وبالفعل نجح وهو يقول لها في نبرة تنافس القطبين في برودتهما:

مبدئيا أنا أهم حاجة عندي هنا الالتزام بالشغل وبالمواعيد, أنا طبعا هأبقى مقدر إنك عندك كلية فمش هأضغط عليكِ بس يا ريت أنتِ كمان تقدري ده ولما يبقى في عندك حاجة مهمة تستدعي التأخير تبقي تبلغيني بده علشان أكون عارف مفهوم؟

أومأت دانة له بالموافقة ثم تساءلت في هدوء يعاكس تماما ما كانت عليه منذ قليل:

طيب أنا هأبدأ شغل من أي متى؟

تعجب من تحولها المفاجئ ولكنه لم يعلق ورد عليها قائلا في نفس نبرته:

هتبدئي من النهار ده لو تحبي وميعاد شغلك هيبدأ من الساعة تلاتة, أنتِ طبعا تدريبك هيبقى معايا أنا فيا ريت ما لكيش دعوة بأي حد ولا أي حاجة هنا غير شغلنا وبس تمام؟

إنتقام بمذاق الحب( قيد الكتابة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن