في المساء عاد يوسف إلى قصره وبرفقته شاب في بداية الثلاثينات لم تتعرف عليه فريدة عندما رأته ولكنها رجحت أنه من الممكن أن يكون بينهما عمل ما ولذلك أحضره يوسف معه إلى القصر خاصة إنه أدخله إلى المكتب مباشرة ولم يجلسه بغرفة الضيوف ولذلك اتجهت إلى الخادمة وطلبت منها أن تذهب إليهما وتسألهما ماذا يشربان.
أماءت لها الخادمة ثم ذهبت تجاه غرفة المكتب وطرقت الباب فأذن لها يوسف بالدخول فدلفت إلى الداخل ثم وجهت حديثها إلى يوسف قائلة في احترام:
يوسف بيه فريدة هانم بعتتني أسأل حضرتك تحبوا تشربوا إيه؟
نظر يوسف إلى الجالس بجانبه قائلا في تساؤل:
تشرب إيه وما تقول ليش هو أنا ضيف, أنا عارف إنك مش ضيف بس أنت أول مرة تدخل القصر هنا ولازم تشرب حاجة وتتعشى كمان وياريت من غير اعتراضات كتير لإنك هتنفذ في الآخر.
ابتسم هذا الشاب ابتسامة تكاد لا ترى ثم قال في استسلام:
وهو أنا أقدر أكسر لك كلمة بردو يا عمي, اللي حضرتك عاوزه هأعمله وبالنسبة لهأشرب إيه فياريت فنجان قهوة مظبوط.
أماء له يوسف ثم نظر إلى الخادمة قائلا في أمر:
أعملي فنجانين قهوة واحد سادة وواحد مظبوط وقولي لفريدة هانم تجهز وتقول للهانم الصغيرة تجهز هي كمان علشان معانا حد على العشا النهار ده, وبعد ما تعملي القهوة إبقوا إبدؤوا جهزوا العشا على ما نخلص إحنا شغلنا.
أماءت له الخادمة في طاعة ثم ذهبت وأغلقت الباب خلفها.
بعد ذهاب الخادمة نظر يوسف إلى الجالس أمامه في تفحص لبعض الوقت حتى قطع تفحصه ذاك صوت الذي أمامه وهو يقول في سخرية مبطنة:
هو إحنا مش هنبدأ شغل ولا إيه, ولا نكونش جايين هنا بس علشان نقعد نتفرج على بعض, مش معقول ده يعني, وبعدين بيتهيأ لي إن وقتي ووقتك ما يسمحوش بإننا نضيعهم في الفرجة على بعض ولا أنت إيه رأيك؟
أجابه يوسف قائلا في ذات السخرية:
ومش معقول بردو إنك جاي لي قصري لأول مرة من سنين بس علشان تتمم صفقة اجتماعها ما كانش هياخد تلات ساعات في شركة أي حد فينا ولا أنت ليك رأي تاني؟
لم ينبس الذي أمامه بحرف مما دفعه لاستكمال حديثه قائلا في أمر وكأنه يحادث ولده:
أدهم سيبك من جو الشغل اللي أنت راسمه لي ده وقول اللي أنت كنت جاي وناوي إنك تقوله لي وتراجعت على آخر لحظة وعلشان كدة بتحاول تتهرب بالشغل.
تنهد أدهم في ثقل ثم تحدث في سرعة وبدون أي مقدمات وكأنه إن انتظر لحظة أخرى لن يقول ما لديه:
أنا ولورينا هنسيب بعض.
لم يدرك يوسف ما قاله حتى أنه أخذ ينظر إليه في غرابة وكأنه أحد الكائنات الفضائية غريبة الأطوار, لم تدم حالته تلك طويلا بسبب إكمال أدهم لحديثه في بساطة شديدة وكأنه يطلعه على خبر من أخبار جريدة اليوم:
أنت تقرأ
إنتقام بمذاق الحب( قيد الكتابة)
Mystery / Thrillerنحن لم نخطأ ومع الأسف عوقبنا ولكن ليست تلك المشكلة بل إن المشكلة الحقيقية فيهم هم وليست فينا نحن, فنحن قد خسرنا وتألمنا وفي النهاية قررنا هدم صداقتنا القوية لنحافظ عليهم, ولكننا أخطأنا عندما أغلقنا على الماضي ولم نخبرهم عن ما فيه ظنا منا إننا قد أنه...