اقتباس

51 15 14
                                    

كانت جالسة بجانبه وهي تتطلع إلى شاطئ البحر في ابتسامة طفولية سعيدة غير منتبهة لذاك الذي يراقب ويدقق في أقل تفصيلة صغيرىة لها وأبسط تصرف تفعله، ظلا هاكذا لبعض الوقت حتى قال هو في حنق وغيرة وهو ينظر إلى البحر وإلى الجميع من حولهما:

وبعدين معاكِ بقى مش كفاية عليا صحابك الرخمين دول اللي كل شوية يجوا ياخدوكي مني كمان عاوزة تسيبيني وتقعدي تبصي على البحر، لا بصراحة كدة كتير.

ضحكت هي ضحكة رقيقة وهي تقول في تعجب:

حبيبي أنت بتغير من البحر ومن أخواتي، لا مش معقول!

سحبها هو إلى أحضانه وهو يقول في غيرة شديدة:

ومش معقول ليه بقى إن شاء الله، أنا مش بس بأغير منهم هما بس لا ده أنا بأغير من أي حد يجي ياخد حبيبتي مني أو يشغل تفكيرها عني.

حاولت الابتعاد عن أحضانه وهي تردف في خجل:

وبعدين معاك بقى أنت مش هتبطل تكسفني بالشكل ده؟

ثم استطردت في غضب وقد غفلت عن شيء مهم جدا:

وبعدين إوعى إيدك دي كدة أنا مش مراتك علشان تقرب مني كدة ما كانتش حتة خطوبة دي اللي تخليك تتخطى حدودك بالشكل ده يعني.

رفع لها أحد حاجبيه وأنزل الآخر وهو يقول ساخرا وقد أحكم قبضتيه عليها أكثر:

وده على أساس إني كتبت كتابي على بنت الجيران من نص ساعة كدة وأنا مش واخد بالي مثلا مش كدة؟

نظرت له في بلاهة ثم قالت في غباء:

آه صح تتصدق إحنا كتبنا كتابنا فعلا.

كاد أن يضحك عليها وعلى غبائها ولكنه لم يكد يفعل حتى وجدها تقول في حدة وهي تحاول الابتعاد عنه مرة أخرى:

لا بس ده بردو مش مبرر لإننا حوالينا ناس ومش ينفع كدة.

ضحك هو تلك المرة وهو يقول في حنان وقد ثبتها وجعلها تستكين بين أحضانه:

حبيبي ممكن مالكيش دعوة بأي حاجة ولا بأي حد طول ما أنا موجود, أنتِ مراتي وحبيبتي قدام ربنا وقدام الناس ومافيش حد ليه عندنا حاجة طالما إحنا مش بنعمل حاجة غلط فاهماني؟

أومأت هي بالإيجاب فأكمل هو مستطردا في مكر وهو يغمز لها:

وبعدين أنتِ مستعجلة على إيه ما إحنا كلها أسبوعين ونتجوز وتبقي منورة بيتي ودنيتي كلها وتفضلي كدة على طول بس وقتها مش هيكون عندك حجج تهربي بيها مني.

ردت عليه قائلة في سخرية تداري بها خجلها:

وقال يعني حججي دلوقتي نافعة معاك ما أنت ماسك فيا ومش عاوز تسيبني من ساعة ما كتبنا الكتاب وكإنك خايف إني أهرب.

رد عليها قائلا في مكر وهو يغمز لها في مشاغبة:

ومين يعرف مش جايز أنا اللي أهرب أو واحدة زي القمر كدة تيجي تاخد مكانك لما تلاقيكي بعدتي وسيبتي راجل زي القمر كدة زيي لوحده؟

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 28, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

إنتقام بمذاق الحب( قيد الكتابة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن