الفصل الثاني: قلق وترقب

165 36 8
                                    

في شركة من أكبر وأرقى شركات المعمار كان يجلس أدهمفي ذلك المكتب الفخم والبسيط بالوقت ذاته وهو يطالع ملف صفقته القادمة في تركيز شديد حتى دخل عليه شخص دون أن يطرق الباب مخرجا إياه من تركيزه وهو يقول له في مرح:

صباح الخير يا برن,

قاطعه أدهم بأشارة من يده وهو يقول له في برود:

أطلع برة وخبط على الباب الأول وبعدين أبقى أدخل أنت مش داخل بيتك هنا وأنا ما أعرفش.

كاد هذا الشخص أن يعترض ولكن أوقفه أدهم بنظراته المخيفة قائلا له في تحذير:

اللي قلته يتعمل يا عمر ومش عاوز اعتراض, علشان بعد كدة تبقى تتعلم تخبط قبل ما تدخل أي مكان مش مكتبي بس.

خرج عمر وهو مغتاظا من صديقه ثم قال لنفسه في حنق طفولي:

إيه يعني أنت متضايق ليه يكونش ترضك من الجنة يعني وأنا ما أعرفش, ده حتى مكتبه وحش وبتاعك أحلى منه.

صمت برهة ثم أضاف متمتما في غيظ:

البيه فاكرني لسة طفل بيعلمني آداب الاستإذان, إيه اللي أنا فيه ده يا ربي, يا ربي عملت إيه أنا علشان تبتليني بأخ جاي من القطب الشمالي زيه.

كان عمر سيكمل حديثه الحانق مع نفسه لولا سماعه ذاك الصوت البارد الآتي من الداخل وهو يقول له:

ياريت لو خلصت كلام مع نفسك تخبط وتدخل علشان ورانا شغل أهم من الكلام الفاضي بتاعك ده.

رد عليه عمر قائلا في ذهول:

إيييه أنت سمعت إزاي؟

أجابه أدهم قائلا في ضيق:

عمر اتزفت أدخل ورانا شغل أحنا مش بنلعب هنا.

دلف عمر إلى الداخل ثم قال في جد يتنافى تماما مع ذاك المرح الذي كان يتحدث هنا كالأطفال قبل قليل:

في إيه يا أدهم قالوا لي أنك عاوزني, إيه هو في حاجة ولا إيه؟

أجابه أدهم قائلا في بروده المعتاد:

لا ما فيش, أنا كنت بس عاوز أسألك عن أخبار المناقصة الجديدة.

أجابه عمر قائلا في ثقة:

إن شاء الله بتاعتنا ما فيهاش كلام دي.

رد عليه أدهم قائلا في جد:

تمام روح أنت شوف شغلك وأي حاجة جديدة بلغني بيها.

أومأ له عمر ثم خرج وأغلق الباب خلفه.

بعد خروجه عاد أدهم لاستكمال عمله ولكن جزء من عقله كان يفكر فيما قالته أخته عن حبيبته في الصباح, ولكنه نفض رأسه في قوة من تلك الأفكار قائلا لنفسه في تأكيد:

هي بس كانت غيرانة زي ما أنا قلت وأنا إن شاء الله هاحاول أوفق بين الأتنين واخليهم يقبلوا بعض شوية عن كدة.

إنتقام بمذاق الحب( قيد الكتابة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن