الفصل الرابع: جهاز تعقب

89 26 28
                                    

في جامعة عين شمس وتحديدا في كلية الألسن كانت لورينا قد إنتهت من محاضراتها منذ أكثر من ساعة ومن وقتها وهي تهاتف أدهم ليأتي لأخذها ولكنه لم يجب, نظرت إلى صديقتها ريناد ثم قالت لها في حنق شديد:

هو ده اللي أنت بتقولي لي إني لازم أستناه وأسمع كلامه, شوفي بقى لي قد إيه باتصل على الباشا علشان يجي ياخدني بس هو مش معبرني أصلا.

ردت عليها ريناد قائلة في هدوء مثير للأعصاب من وجهة نظر لورينا:

يا بنتي وفيها إيه يعني مش جايز عنده ميتنج مثلا وعامل الفون سايلنت أو حاجة.

ردت عليها لورينا قائلة في عصبية:

ريناد أنت مالك باردة كدة ليه بأقول لك متجاهلني خالص تقومي تقولي لي عنده ميتنج.

تنهدت ريناد في ضيق ثم قالت لها في نفاذ صبر:

يعني وبرأيك لو هو عاوز يتجاهلك زي ما حضرتك بتقولي يبقى ليه بقى قال لك من الأول إنك تكلميه لما تخلصي علشان يجي ياخدك, إيه يكونش عاوز يتقل مثلا ما أصل خطيبك فاضي أوي ومش عنده شغل خالص فقال أما يتسلى ويتقل عليكِ شوية, قالت آخر كلامها في سخرية واضحة جعلت من الواقفة أمامها تشتعل غضبا وغيظا.

كانت لورينا على وشك الرد على ريناد وتوبيخها على ما قالته ولكنها صمتت ونظرت في هاتفها عندما تعالى رنينه فوجدت أن المتصل لم يكن سوى أدهم فردت عليه قائلة في ضيق واضح:

إيه يا أدهم سنة علشان ترد أنا بقى لي تقريبا ساعة ونص مخلصة محاضراتي وعمالة اتصل بحضرتك علشان تيجي تاخدني بس حضرتك مش بترد, ممكن أعرف بقى أنت كنت فين كل ده ومش بترد عليا ليه؟

تجاهل أدهم ما قالته فهو ليس في مزاج جيد يسمح له بالتشاجر معها الآن فتحدث قائلا في اقتضاب ونبرة أمرة:

لورينا أنا مش هأعرف آجي أخدك علشان عندي شغل فبعتت ليكي السواق وهو وصل برة فأطلعي له ومن غير أي مناقشة أو اعتراض لأني مش فاضي للكلام ده, قالها ثم أغلق الهاتف سريعا قبل أن يستمع لأي رد منها.

غضبت لورينا كثيرا من تجاهله لكلامها وإيضا أغلاقه في وجهها فقالت في تذمر موجهة حديثها لصديقتها:

شوفتي أهو طلع بيتجاهلني زي ما قلت لك حتى إنه ما فكرش يعتذر عن عدم رده عليا كل الفترة دي وإنه سايبني كل ده واقفة مستنياه وفي الآخر جاي يقول لي بكل برود إنه مش فاضي يجي ياخدني علشان قال إيه عنده شغل وإن السواق برة وأطلع له من غير ما اعترض وبعدها قفل السكة في وشي ولا كإني واحدة مش ليها لازمة شغلتها إنها تنفذ أوامر البيه وبس, عاجبك كدة يعني وفي الآخر تقولي لي معلش واستحمل.يه

ردت عليها ريناد قائلة في هدوء محاولة تهدأتها:

خلاص يا رينا معلش تلاقيه بس حصل عنده أي ظرف طارئ في الشغل وعلشان كدة كان بيكلمك كدة وما عرفش يجي ياخدك, هو أكيد هيكلمك يصالحك بعد ما يخلص اللي عنده وحتى لو مش أتكلم إبقي اتدلعي عليه أنت وقولي له إنك زعلانة منه وساعتها أكيد أنت مش هتهوني عليه يعني ده أنت لورينا طفلته وحبيبة قلبه بردو وكلنا عارفين إنه مش بيقدر على زعلك, المهم أنت بس حاولي تكوني ريلاكس كدة وروحي إرتاحي ونامي لك شوية وبعدها كل حاجة إن شاء الله هتتحل بالهدوء.

إنتقام بمذاق الحب( قيد الكتابة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن