الفصل الأول:-في إحدى شوارع بمدينة الأسكندريه .. حيث يتجمع حشد كبير من الناس تسير " آرام " ويعلو ملامحها الأرهاق والتعب لتقول محدثة نفسها بتأفف: :.
_ يارب بعد اللف دا كله يعجبك يا ماما الي جبته ..لأحسن مش فايقه لأي تهزيق النهاردة خالص.
و ترفع يدها لتوقف التاكسي لتستقله حاملة بيدها حقائب كثيرة لتخبره بعنوان منزلها و تضع سماعات الأذن مستغله أن الطريق إلى منزلها طويل لتسمع بعض المقاطع و ترجع رأسها للوراء سارحة في عالمها الخاص ناظره من النافذة على الناس و البحر التي تعشقه و هوايتها المفضلة في مراقبة الطريق تشعر بالضيق لأنها تود أن تقف أمام البحر قليلًا ولكن والدتها ستغضب إن تأخرت عليها بالطلبات التي تريدها
وصلت " آرام " و دفعت الأجرة للسائق و ترجلت من السيارة و قبل أن تدخل العقار ألقت بالسلام على حارس العقار " عم أسامة" و رد عليها قائلًا:.
_أهلا أهلا آرام .. هاتي عنك آشيل
بادلته " آرام " الإبتسامة قائله بـ ألفه :.
_تِسلم يا عم " أسامة" الحاجات مش تقيلة أصلًا .. كمل شغلك إنتَ .. عن إذنك
و رد عليها بـ إحترام :-
_ماشي يا ست " آرام " .. إذنك معاكِ
و دخلت العقار و قابلت جارتها " هيام" التي مرت من أمامها متعجله حتى دون أن تنظر ل"آرام" فقالت بعتابًا زائف:
_ طب قولي سلام عليكم حتى..!
"هيام "و وقفت و قالت بـ إحراج و رد سريع:-
_معلش يا " آرام " مستعجله جدًا
" آرام " ردت بـ إبتسامة مرهقة من أثر اليوم:-
_لا يا حبيبي عادي .. خدي بالك بس من نفسك
" هيام" ردت وهيا تنزل درجات السُلم على عجل لتقول مودعه إياها" ماشي...سلام يا قمر"
و وصلت " آرام " لمنزلها و كانت ستطرق الباب و لكن تفاجأت أخيها " بلال" بفتح الباب فقالت بأسلوب سخري ودود:.
_للدجاري بتحبني عشان تحس إن على الباب من غير ما أخبط
بلال و هو ينظر لهاتفه غير عابئا بما تقوله أخته:-
_لا يا خفيفة أنا كُنت معدي من قدام الباب و صوت أنفاسك العالي و إنتي بتنهجي وصلي
دخلت "آرام" المنزل وهيا تغلق الباب بقدمها وتضع الحقائب على المنضدة الرخامية وتجلس بإرهاق و هيا تنزع حجابها:.
_معلش لو صوت أنفاسي أزعجك سيادتك " و نظرت حولها وقالت بـ تساؤل
_أمي فين..؟ مش سامعه صوتها العالي ليه !!
ضحك " بلال " وقال:-
_بتصلي وهتيجي ... على الله تكون جبتي الحاجات صح المرادي عشان هيا بتتوعدلك