٢١

210 3 0
                                    


الفصل الحادي و العشرين

نزلت أمام بنيان العيادة ... وقفت أمامها لـ عدة دقائق مترددة تفرك أناملها الطويلة الناعمة بـ توتر و كانت ستدخل و لكن فجأه سمعت صوت يناديها قائلا:-
_آرام ... إستني

نظرت خلفها رأته ... " عمران " طبيبها الأول و صديقها ... و الأهم من ذلك " أمانها " ... كان يتتمم على غلق سيارته ... مرتديًا ملابس عصرية .. أصبح أكثر جذابية ... بـ ملامحه الحنونة .. و إبتسامته اللطيفة التي إرتسمت عليه عندما إقترب منها و قال بـ ثقة:-
_مكنش ينفع تيجي هنا من غيري

شعرت بالقوه و الأمان و أرتسمت إبتسامة ثقة على عكس التردد التي كانت فيه ... و دخلوا العقار و أستقصدوا المصعد الملحق بها ... و ضغطت " عمران " على زر .. و وقف بجانبها و الإبتسامة لم تغادر وجهه

آرام بـ خفوت:-
_شكرًا

نظر إليها و إرتسمت على وجهه علامات عدم الفهم وقال:-
_بتقولي إية....؟!

آرام و أضبطت نبرتها بـ صوت أعلى:-
_شكرًا ليك ... على وجودك جنبي في اللحظة دي .. و إنك عمرك ما خذلتني

إبتسم لها إبتسامة لينة بسيطة و نظرة تعمقت أكثر قائلا:-
_متشكرنيش ... دا وجبي إتجاهك ... إنتِ السبب فـ إن أبقى جنبك في الوقت دا ... بـ ثقتك فيه و إدتيني نفسك كلها ... مكنش ينفع ... و دوري إن أحافظ عليها ..لحد ما توصل لـ بر الأمان و تبقى بخير ... بدون أي ضغوطات .. و لا أي مشاعر سلبية ... عشان " آرام " جميلة ... بس هيا شويه تعب أثروا ... بس هتخف منه ... و تبقى أفضل و أحسن ... و ترجع روحها تنور تاني أكتر

نظرت إليه بـ نظرة سعيدة راضية و تجمعت الدموع في عينيها ... و لم تجد كلمة توصف بها ما تشعر به حاليًا ... و فتح " عمران " باب المصعد ... و نظروا إلي الافاتات الموجودة و قرأوا " د/ سها مدحت القاضي " ... و دلفوا إلى العيادة و جلست " آرام " على أقرب كرسي ... و توجه " عمران " إلي السكرتيرية يخبرها بوجود حجز بـ اسم " آرام حسين التركي " ... و جلس بـ جانب " آرام " و قال:-
_هندخل أهو ... ٥ دقايق بالضبط

إبتسمت " آرام " بـ توتر قليلًا .. و نظرت على  الموجودين في العيادة ... يجلسون بـ صمت ... أو يتبادلون الكلام الجانبي ... و منهم من يمسك بهاتفه ... لاحظت وجود شاب طويل البنيان ... بـ ملامح وسيمة ... يرتدي من الملابس الغالية لإنها لاحظت وجود علامة للمحلات الشهيرة الفخمة ... و جائها الفضول أن شاب مثله لما يأتي هنا ... و لكنها لاحظت أيضًا توتر البادي على قدمه اليمنى ... و كأنه يحاول يسيطر على شئ لا أحد يرى غيره .... و رأت طفل لا يتجاوز عمره عشر سنوات ... لما يأتي هنا...!!

نظرت له بـ تأثر و إبتسامة حزينة بادلته إياها عندما نظر لها الطفل ... مندهشة بـ حزن ... لما يأتي طفل مثله يتلقى معالجة نفسية !! ... يا ترى ماذا فعل به الناس حتى يوصلونه لهذة الحالة..؟! ... قطعها عن شرودها نبرة " عمران " وهو يقول:-
_يالا

ضجيج الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن